بشرى لركاب الصعيد.. إعادة تشغيل أول قطار إسباني تم تأهيله قبل العيد

تزداد أعداد الركاب المسافرين من خلال السكة الحديد، يوما بعد يوم لاقتراب أيام عيد الفطر المبارك، الأمر الذي دفع الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، لزيارة ورش كوم أبو راضى ببني سويف المتخصصة فى عمرة وإصلاح وتطوير جميع أنواع عربات السكك الحديدية.

وجاءت الزيارة أمس الاثنين، لمتابعة أعمال تطوير وتأهيل وتحديث عربات القطارات المختلفة مثل القطارات الإسبانية وقطارات “تحيا مصر”، كما تناول وزير النقل وجبة الإفطار مع عدد كبير من قائدي القطارات والمهندسين والعمال والفنيين بورش كوم أبو راضي.

بدأت الجولة بتفقد الوزير أحد القطارات الإسباني الجاري إعادة تأهيلها وتطويرها وتحديثها بالكامل، حيث يتم تغيير وتجديد جميع دواخل العربة من مقاعد وأرضيات وشبابيك وستائر وتكييف، بالإضافة إلى دهان العربة من الخارج بشكل مميز.

وشاهد الوزير عربات من الدرجة الأولى والثانية والبوفيه التي تم الانتهاء منها.

كما تفقد أعمال تطوير وإعادة تأهيل وتحديث القطار الإسباني الثاني ضمن خطة تطوير وإعادة تأهيل وتحديث 10 قطارات إسباني، حيث يتكون كل قطار من “عربة بوفيه - 4 عربات درجة أولى و6عربات درجة ثانية”.

ووجه وزير النقل بأن تكون جميع التشطيبات على أعلى مستوى، كما وجه بإعادة تشغيل أول قطار إسباني تم الانتهاء من إعادة تأهيله وتطويره وتحديثه بالكامل، وذلك قبل عيد الفطر المبارك، على أن يتوالى تأهيل باقي القطارات الإسباني تباعا طبقا لخطة التشغيل.

وتفقد الوزير أيضا أعمال رفع كفاءة عدد من عربات تحيا مصر (عربات درجة ثالثة عادية)، حيث تم نهو رفع كفاءة 120 عربة حتى الآن من اجمالي 175 عربة جارِ رفع كفاءتها بورش كوم أبو راضي.

وأشار وزير النقل إلى أن إعادة التأهيل والتطوير والتحديث الكامل لكل قطار إسباني تهدف إلى تقديم أعلى مستويات الخدمة لجمهور الركاب.

وفي لقائه بالعاملين، أكد وزير النقل الأهمية الكبيرة لورش كوم أبو راضي باعتبارها عصب التأمين الفني للعربات، خاصة مع الاهتمام الكبير من وزارة النقل بتطوير جميع الورش وزيادة إنتاجيتها والاستغلال الأمثل لجميع مواردها وقطع الغيار المتواجدة بها.

وشدد على ضرورة أن تكون جميع القطارات التي يعاد تأهيلها وتطويرها على أعلى مستوى، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بتوطين صناعة النقل في مصر، ومن هنا جاء الاهتمام بالتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الوحدات المتحركة لإقامة مصانع في مصر لتوطين هذه الصناعة.

وقال إنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة القومية لسكك حديد مصر وشركة لينزا إيجيبت للمشروعات والمعدات الهندسية بشأن إنشاء مصنع مشترك بالمنطقة الصناعية بكوم أبو راضى بنى سويف على مساحة 5 أفدنة ملك هيئة سكك حديد مصر لإنتاج جميع أنواع قطع الغيار لصالح هيئة سكك حديد مصر، وكذلك لجميع الهيئات والشركات التابعة لوزارة النقل مع إمكانية التصدير للخارج مستقبلاً.

وأضاف: “كما تم توقيع بروتوكول تعاون بين الهيئة القومية لسكك حديد مصر وشركة تالجو الإسبانية لإنشاء مصنع تالجو مصر لتصنيع عربات ركاب سكك حديدية داخل مصر في منطقة كوم أبو راضي بمحافظة بني سويف على مساحة 20 فدانا كاملة المرافق بالمنطقة المجاورة لورش كوم أبو راضي التابعة للسكة الحديد، الأمر الذي سيجعل هذه المنطقة مجمعا لتصنيع وصيانة الوحدات المتحركة ومكوناتها من عربات تالجو الإسبانية ذات التكنولوجيا الحديثة المتطورة”.

وتابع: “كما أن هذا المصنع سيتم فيه تنفيذ أعمال الصيانة الخاصة بالقطارات، وسيقوم بتصنيع 50 قطارا بتكنولوجيا تالجو العالية كمرحلة أولى، و50 قطار تالجو كمرحلة ثانية، على أن تتم مراحل التصنيع بأيدي المهندسين والفنيين المصريين وإشراف الخبراء الإسبان، كما سيقوم مصنع تالجو مصر بأعمال التصنيع المتبعة ابتداءً من القطار الأول بنسبة 97% من أعمال التصنيع المتبعة بمصنع شركة تالجو بإسبانيا”.

واستطرد: “كما يستهدف أيضا مصنع تالجو مصر الاعتماد علي موردين محليين بنسبة تصل إلى 45% للمكونات المحلية، على أن يتم العمل علي زيادة هذه النسبة تدريجياً من خلال شركات مصرية، بالإضافة إلى توطين صناعة مترو الأنفاق في مصنع نيرك بشرق بورسعيد بتصنيع 40 قطار مترو جديدا، كما يتم توطين صناعات مستلزمات الكباري مثل ركائز الكباري، وكذلك جارٍ إنشاء مصنع لإنتاج قضبان السكك الحديدية في مصر لأول مرة لتلبية احتياجات السوق المحلية في مشروعات السكك الحديدية والمترو والقطارات الكهربائية السريعة ثم التصدير للخارج”.

وفي مجال النقل البحري، أكد الوزير أنه جارٍ إنشاء مصنع لتصنيع ألواح الصلب التي تستخدم في المراكب، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع إحدى الشركات الكورية الجنوبية على شراء مركب لصالح شركة القاهرة للعبارات، وبعد ذلك 4 مراكب وبعدها يتم التعاون معها ومع هيئة قناة السويس والقطاع الخاص في تصنيع المراكب التجارية، لافتا إلى أن هذه هي مصر الآن التي تنطلق بقوة في جميع المجالات، ومنها قطاع النقل في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وقال وزير النقل إنه منذ توليه حقيبة النقل، تم وضع خطة شاملة لتطوير وتحديث جميع عناصر منظومة السكك الحديدية، وتشتمل تلك الخطة على 5 عناصر، وهي تطوير وتحديث أسطول الوحدات المتحركة من العربات والجرارات، وتطوير البنية التحتية من مزلقانات وقضبان ومحطات وتحديث نظم الإشارات لزيادة معدلات السلامة والأمان على خطوط السكة الحديدية، واستكمال تطوير الورش من خلال استمرار تنفيذ الخطة الشاملة لتطوير جميع ورش السكك الحديدية بجميع المناطق، ويتم التعاون مع الشركات العالمية المتخصصة الموردة للوحدات المتحركة من خلال عقود الصيانة والدعم الفني بهدف نقل الخبرة للعناصر البشرية بما يمكنها من تنفيذ جميع أعمال الصيانة والعمرة للوحدات المتحركة الجديدة ذات التكنولوجيا الحديثة والمتطورة.

وفيما يتعلق بالعنصر البشري، أوضح الفريق مهندس وزير النقل أنه تم وضع معايير ومنهجية جديدة لانتقاء العنصر البشري المقرر انضمامه للعاملين بقطاع السكك الحديدية من خلال التأهيل والتدريب والاختبار بالكلية الحربية والمعهد الفني للقوات المسلحة والمعهد العالي لتكنولوجيا النقل، بالإضافة إلى تنفيذ خطة لإعادة تأهيل وتدريب وتثقيف وتعليم العنصر البشري الحالي، وكذلك التدريب الخارجي على التكنولوجيا الحديثة الخاصة بالوحدات المتحركة ذات التكنولوجيا الحديثة.

وقال إن هذه المعايير الدقيقة في الاختيار والدورات التدريبة المستمرة تهدف إلى تنفيذ متطلبات مرحلة التطوير الحالية، لافتا إلى أنه يدخل أيضا في إطار الاهتمام بالعنصر البشري رفع الروح المعنوية للعاملين بخلق بيئة عمل مناسبة وتوفير التأمين الطبي المناسب للعاملين بالسكك الحديدية والتطوير المستمر والارتقاء بالمنظومة الطبية، وكذلك الاهتمام بالخدمات الاجتماعية والترفيهية للعاملين بالسكة الحديد وأسرهم، خاصة مع التطوير الشامل لنادي السكة الحديد وتقديمه خدمات على أعلى مستوى لأعضاء النادي، بالإضافة إلى توفير مصايف مناسبة متميزة للعاملين بالسكة الحديد وأسرهم وإثابة المجتهدين مع معاقبة المخطئ وفقا لمبدأ الثواب والعقاب.

وأكد وزير النقل أن جميع العاملين بالسكة الحديد يجب أن يتسابقوا لخدمة جمهور الركاب وتقديم خدمات مميزة، وأن يكون التعامل مع الراكب في جميع المواقف باحترام تام، وأن يؤدي كل موظف المهام الموكلة إليه طبقا لكارت الوصف الوظيفي لكل موظف، مشيرا إلى أن هناك أهمية كبيرة لعمل لجنتي الحوافز والمشتريات واللتان تتكونان من عدد من العاملين بالورشة، مشددا على ضرورة الالتزام بمواعيد العمل الرسمية والعمل على زياد إنتاجية الورشة، خاصة أن الدولة وفرت جميع الإمكانات لتحقيق التطوير الشامل للسكك الحديدية.

وحول التعاون مع القطاع الخاص، أوضح الفريق مهندس وزير النقل، أن القطاع الخاص ركيزة أساسية في تنفيذ كل مشروعات الوزارة، سواء القطاع الخاص المصري أو الدولي، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بتعظيم مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ جميع مشروعات النقل إلى التعاون مع القطاع الخاص في إدارة وتشغيل بعض المرافق والقطاعات بما يساهم في رفع مستوى العاملين بالسكة الحديد وزيادة الإنتاجية ونقل البضائع، بما يؤدي زيادة موارد الهيئة وزيادة الناتج القومي.

مشروعات السكة الحديد

واستعرض بعض المشروعات التي يتم التعاون فيها مع القطاع الخاص مثل إنشاء شركة لإنتاج مفاتيح وتفريعات السكك الحديدية بالعباسية بالشراكة مع شركة “فويست ألبين” النمساوية لتوفير العملة الصعبة ونقل الخبرة والمعرفة للجانب المصرى، والتعاقد مع تحالف شركات “الغرابلى – ثرى إيه إنترناشيونال” لإدارة وتشغيل قطارات البضائع بخطوط شبكة السكك الحديدية لتعظيم نقل البضائع عبر خطوط السكك الحديدية، وتقديم خدمة نقل البضائع من الباب للباب بما له من مردود إيجابى على المستوى القومى، والتعاقد مع الشركة الوطنية للتغذية والخدمات "أبيلا مصر" لإدارة وتشغيل قطارات النوم الموجودة بالهيئة القومية لسكك حديد مصر.

ولفت إلى بعض المشروعات المخطط تنفيذها وطرحها للإدارة والتشغيل، مثل إنشاء شركة لإدارة وتشغيل قطارات النقل المتميز بالسكك الحديدية (6 قطارات تالجو – 300 عربة درجة أولى وثانية مكيفة المخطط توريدها ضمن عقد توريد 1350 عربة).

ورش كوم أبو راضي 

جدير بالذكر أن ورش كوم أبو راضي مقامة على مساحة حوالى 75 فدانا، وتقوم بإجراء العمرات المختلفة (عمرة عمومية – متوسطة) لجميع أنواع عربات الركاب المكيفة الأولى والثانية الإسبانى وعربات تحيا مصر وعربات القوى والاستراحات والسبنسات وVIP، ويبلغ عدد العاملين بها 1449 (مهندسين وفنيين وحرفيين وعمال).

وتم تطوير ورش عربات كوم أبو راضي بواسطة شركة النيل العامة للإنشاء والطرق، وتقوم ورش كوم أبو راضى بتطوير 10 استوك إسبانى، الاستوك مكون من (4 أولى + عربة بوفيه + 6 ثانية).

كما تقوم الورشة حاليا بتطوير 175 عربة عادية إلى عربات تحيا مصر، وتم إنجاز 120 عربة حتى الآن، ويبلغ متوسط إنتاج الورشة الشهري من العمرة العمومية لجميع طرازات العربات حوالى 120 عربة شهريا، منها 10 عربات تحسين و10 عربات تطوير.