خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتصريح مثير، أمس الأربعاء، قال فيه إن الدولار الأمريكي "ينهار"، مؤكدًا أنه سيفقد مكانته بين العملات العالمية قريبًا.
ترامب حذر كذلك من أن انهيار الدولار، سيهوي بقوة الولايات المتحدة ومكانتها العالمية، فما القصة؟
تواجه الولايات المتحدة حاليًا موجة متزايدة من عمليات إزالة الدولرة العالمية، في ظل اتحاد أكبر الاقتصادات الدولية، لإيجاد بديل للعملية الأمريكية، وإنهاء سيطرتها.
وتسعى "مجموعة البريكس"، لإطلاق بديل للدولار الأمريكي لاستخدامه في التجارة العالمية، والقضاء على هيمنة الدولار، كوسيلة لمكافحة الآثار المزعزعة للاستقرار والمرتبطة بهيمنة العملة الأمريكية.
"السر في البريكس"
بعد الحرب الروسية الأوكرانية، ذاع صيت "مجموعة بريكس"، في ظل سعي عدة دول للانضمام إلى التكتل الذي يهدف إلى خلق نظام عالمي متعدد الأقطاب، بدلًا من أحادي القطب بسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية.
ما هي البريكس؟
مجموعة البريكس ليست جديدة، ويعود تأسيسها حتى عام 2006، تحت اسم "بريك"، ويعني الأحرف الأولى من الدول المشكلة لها وهي "البرازيل وروسيا والهند والصين"، وكان قمة المجموعة الأولى عام 2009، وبعد انضمام جنوب إفريقيا تحول الاسم إلى "BRICS".
هل تنتهي هيمنة الدولار؟
تسعى الدول لإنهاء هيمنة الدولار، لتأثيراته الدراماتيكية، خاصة في فترات التشديد النقدي، او العكس، ويرى جيم أونيل كبير الاقتصاديين السابقين ي بنك جولدمان ساكس، أن هيمنة الدولار، عبء على الدول ذات الديون المقومة بالدولار، لأن سياستها النقدية تتزعزع كلما تقلب سعر صرف العملة الأمريكية.
عملة موحدة بين الدول الأعضاء
قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في وقت سابق، أن مجموعة بريكس، ستناقش مبادرة إنشاء عملة موحدة بين الدول الأعضاء، خلال القمة المقرر عقدها في جنوب أفريقيا أغسطس المقبل.
وأوضح سفير جنوب أفريقيا في قمة "بريكس"، أن المجموعة تعتزم اعتماد قرارها هذا العام بشأن قبول أعضاء جدد، والمعايير التي يجب على الدول الراغبة في الانضمام تلبيتها.
أبرز الدول المرشحة للانضمام إلى بريكس
بورنيما أناند، رئيسة المنتدى الدولي لدول بريكس، أشارت في وقت سابق، إلى أن هناك مجموعة دول من المحتمل أن تنضم إلى المجموعة، ومنها "تركيا ومصر والسعودية، وإيران والأرجنتين".
كيف تستفيد مصر؟
منذ أسابيع، أصبحت مصر بشكل رسمي عضواً جديداً في بنك التنمية الجديد الذي أنشأته دول البريكس، بعد استكمال الإجراءات اللازمة، بعد تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي، على القرار رقم 628 لسنة 2023 بشأن الموافقة على اتفاقية تأسيس بنك التنمية الجديد التابع لتجمع البريكس ووثيقة انضمام مصر إلى البنك.
وهو الأمر الذي يراه البعض بمثابة خطوة هامة نحو الإنضمام للمنظمة، إذ تعد بداية التعاون الرسمي بين مصر ودول البريكس.
اليوان الصينى قد يكون بدلًا للدولار
وفي هذا الصدد، يقول الخبير المصرفي، هاني جنينة إن هناك تحول للكثير من الدول نحو سياسة التخلي التدريجي عن الدولار، وعلى رأسها الصين وروسيا، وتليهم البرازيل بشكل أقل، إذ أن 80% من الاحتياطي النقدي الخاص بها حتى هذه اللحظة بالدولار.
وأضاف أن الصين هي المرشحة لأن يكون اليوان بديلًا عن الدولار، إذ أن العملات تأخذ هذا الوضع بحجم الاقتصاد الخاص بها عالميا، والصين هي ثاني أكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن استفادة أي دولة مثل، مصر أو أي دولة أخرى، تنضم إلى البريكس، يمكن تلخيصها في شقين، أولها التجارة والاستيراد والتصدير، وهو شق ليس ليه تأثير كبير، إذ أن العجز في الدولار ناتج عن قلة الصادرات، وليس في العملة نفسها، وبالتالي إلغاء الدولار مثلا واستبداله باليوان الصيني، سيجعل العجز في اليوان الصيني، وبالتالي التحول من العملة لأخرى سيحول العجز من عملة لأخرى ولكن لن يحل المشكلة، والحل في التصدير بشكل أكبر أو الاستيراد بشكل أقل.
وتابع: الشق الثاني وله التأثير الأكبر، هو الاستثمار الأجنبي المباشر، لأن الدول المنضمة لهذا التجمع، من مصلحتها توسيع نفوذها، وبالتالي بدلًا من انتظار الاستثمار الأمريكي، نستيطع جلب العملة البديلة من خلال استثمارات شركات هذه الدول في مصر، وعندها ستستفيد مصر بشكل أكيد، ولكن وقتها سيكون هناك رد فعل، يظهر في تخارج الشركات الأمريكية والإنجليزية من السوق المصري، سواء لأسباب سياسة أو تنافسية، وبالتالي الأثر الاساسي هو عن طريق الاستثمار وليس عن طريق التجارة.