أرامكو السعودية تعزز استثماراتها في الصين عبر اتفاقين لتكرير النفط


الاثنين 27 مارس 2023 | 05:12 مساءً
أرامكو السعودية
أرامكو السعودية
وكالات

زادت أرامكو السعودية استثماراتها المقدرة بمليارات الدولارات في الصين من خلال وضع اللمسات النهائية على مشروع مشترك مخطط له في شمال شرق الدولة الآسيوية بالإضافة إلى الاستحواذ على حصة موسعة في مجموعة للبتروكيماويات تابعة للقطاع الخاص.

وبموجب الصفقتين، اللتين أُعلنتا بشكل منفصل يومي الأحد والاثنين، ستزود أرامكو شركتين صينيتين بما يصل إلى 690 ألف برميل يوميا من النفط الخام، مما يعزز مكانة الشركة كأكبر مزود للصين.

وقالت أرامكو يوم الاثنين إنها وافقت على الاستحواذ على حصة عشرة بالمئة في شركة رونج شينج للبتروكيماويات المملوكة للقطاع الخاص مقابل نحو 3.6 مليار دولار.

وأضافت أن الاتفاق يشمل توريد 480 ألف برميل يوميا من النفط الخام لمدة 20 عاما إلى شركة تشجيانغ للبتروكيماويات التي تديرها رونج شينج.

جاء ذلك بعد اتفاق مبدئي توصلت إليه أرامكو مع حكومة مقاطعة تشجيانغ في 2018 للحصول على حصة تسعة بالمئة في شركة تشجيانغ للبتروكيماويات.

وهذان هما أكبر اتفاقين يجري الإعلان عنهما منذ زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية في ديسمبر كانون الأول، حين دعا إلى استخدام اليوان في تجارة النفط، وهي خطوة من شأنها إضعاف هيمنة الدولار على التجارة العالمية.

وتسلط استثمارات أرامكو الضوء على علاقات الرياض العميقة مع بكين والتي أثارت مخاوف أمنية في واشنطن، الحليف التقليدي للرياض.

وفي اتفاق توسطت فيه الصين، اتفقت إيران والسعودية على استئناف العلاقات هذا الشهر بعد عداء استمر سنوات وأجج صراعات في المنطقة.

وهز الدور السري لبكين في إحراز هذا التقدم موازين القوى في الشرق الأوسط، حيث ظلت الولايات المتحدة لعقود هي الصانع الرئيسي للاتفاقات.

وقالت السعودية ودول خليجية أخرى مثل الإمارات إنها لن تنحاز إلى أي جانب وسط تزايد الاستقطاب السياس العالمي، وإنها تعمل على تنويع الشركاء لخدمة مصالحها الاقتصادية والأمنية.

كما يسلط الاتفاقان المتعلقان بالنفط الضوء على المنافسة المتزايدة بين السعودية وحليفتها روسيا في إمداد الصين بالخام.

وأجبرت العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا روسيا على تحويل مسار نفطها بعيدا عن أوروبا وبيعه بأسعار مخفضة لأسواق أخرى منها الصين.

وأطاحت روسيا بالسعودية من موقعها كأكبر مورد نفط للصين بعد احتلالها هذه المرتبة في أول شهرين من العام.

وتبيع أرامكو بالفعل الخام إلى الشركة الواقعة في شرق الصين وتدير مصفاة تبلغ طاقتها 800 ألف برميل يوميا بموجب اتفاقيات بيع تُجدد سنويا.

ويأتي الاتفاق مع رونج شينج عقب اتفاق أرامكو مع شركاء صينيين يوم الأحد على مشروع يشمل مصفاة نفط ومصنعا للبتروكيماويات في مقاطعة لياونينغ بشمال شرق الصين، ومن المتوقع أن يبدأ العمل في 2026 لتلبية طلب العملاق الآسيوي المتزايد على الوقود والمواد الكيمياوية.

سيكون المشروع الذي يقع في مدينة بانجين بمقاطعة لياونينغ ثاني أكبر استثمار لشركة أرامكو في مجال التكرير والبتروكيماويات في الصين. ويأتي بعد إعلان الشركة، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، عن تحقيق أرباح قياسية في عام 2022 بلغت 161 مليار دولار.

وقالت أرامكو المملوكة للدولة في بيان إن شركة أرامكو هواجين للبتروكيماويات، وهي مشروع مشترك، ستقوم ببناء وتشغيل المشروع الذي يشمل مصفاة بطاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف برميل يوميا ومصنعا للبتروكيماويات بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 1.65 مليون طن متري من الإيثيلين ومليوني طن متري من الباراكسيلين.

* تعزيز

قالت مجموعة بانجين الصناعية، وهي شريك في المشروع، في بيان يوم الأحد إن من المتوقع أن تبلغ تكلفة المشروع 83.7 مليار يوان (12.2 مليار دولار).

وهذا تعزيز لخطة مشروع مشترك أُعلنت في أوائل عام 2022 لتشييد مصنع بتكلفة 10 مليارات دولار يشمل إنتاج 1.5 مليون طن من الإيثيلين سنويا إلى جانب المصفاة التي تبلغ طاقتها 300 ألف برميل يوميا.

وقالت أرامكو إن أعمال البناء في مجمع بانجين ستبدأ في الربع الثاني بعد أن يحصل المشروع على الموافقات الإدارية المطلوبة. وأضافت أن من المتوقع أن يبدأ تشغيل المجمع بكامل طاقته بحلول عام 2026.

وستقوم أرامكو بتوريد ما يصل إلى 210 آلاف برميل يوميا من النفط الخام كمواد أولية للمشروع.

وتملك مجموعة نورينكو الصينية الحكومية، وهي شركة لتصنيع المعدات العسكرية، 51 بالمئة في أرامكو هواجين بينما تبلغ حصة كل من أرامكو 30 بالمئة ومجموعة بانجين 19 بالمئة.

وعلى نحو منفصل، وقعت أرامكو يوم الأحد مذكرة تفاهم مع إقليم قوانغدونغ في جنوب الصين لاستكشاف آفاق التعاون في قطاعات تشمل الطاقة والتمويل والبحوث والابتكارات، وفقا لخبر منشور على موقع حكومة الإقليم على الإنترنت.

وجذبت قوانغدونغ، أكبر اقتصاد إقليمي في الصين، شركات عالمية مثل إكسون موبيل وباسف، إذ تشيد كل منها مجمعات للبتروكيماويات.

وتعمل أرامكو على تكثيف وجودها في الصين. وفي العام الماضي، وقعت مع شركة شاندونغ للطاقة مذكرة تفاهم تتضمن اتفاقية محتملة لتوريد النفط الخام واتفاقية شراء منتجات كيمياوية.

وبدأت أرامكو السعودية هذا الشهر أيضا تنفيذ مشروع قيمته سبعة مليارات دولار لإنتاج البتروكيماويات (TADAWUL:2310) من النفط الخام في مجمع تكرير لشركة إس أويل التابعة لأرامكو في مدينة أولسان الساحلية بكوريا الجنوبية.