«ربيع تل أبيل».. قصة التعديلات القضائية التي أشعلت النيران

شهدت إسرائيل خلال الـ 24 ساعة الماضية، حالة من الصدام بين الإسرائيليين وحكومة الإحتلال الإسرائيلي، بسبب أزمة مشروع التعديلات القضائية التي أجراها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، والتى قبلت باعتراض من قبل مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين خرجوا إلى الشوارع لتسجيل رفضهم.

بداية الأزمة والاحتجاجات كانت عقب أعلن الحكومه عن رغبتها في إحداث تعديلات على سلطات القضاء، وسحب السلطات من بين قضاة المحكمة العليا، بوصفها مراقبا على الكنيست (البرلمان) والحكومة، وتقليص صلاحية المحكمة العليا في إسقاط القوانين التي ترى أنها غير قانونية، بذلك إن بوسع أعضاء البرلمان وبأغلبية بسيطة رفض قرارات المحكمة العليا.

كما تمنح التعديلات المقترحة من الحكومة الإسرائيلية، اعطاء الصلاحية للحكومة في تعيين القضاة، بخلاف ما هو معمول به حاليا، وهو لجنة تضم 9 قضاة من جهات متعددة مثل نقابة المحامين والحكومة والبرلمان والجهاز القضائي.

وحاولت الحكومة الإسرائيلية، من خلال تمرير التعديلات المقترحة إلغاء حجة ما تعرف بـ"المعقولية"، إذ تُعطي هذه الحجة الصلاحية للمحكمة لإلغاء أي قرارات حكومية ترى أنها غير منطقية.

لكن قرارات الحكومة قبلت بالرفض من  66% من الإسرائيليين، الذين  يرون أن المحكمة يجب أن تبقى متمتعة بسلطة إلغاء أي قانون، إذا كان يتعارض مع القوانين الأساس، وهي البديل للدستور، فإسرائيل لا دستور لها حتى الآن، بحسب معهد الديمقراطية في إسرائيل.

التصعيدات في إسرائيل 

مع اصرار الحكومة الإسرائلية على تمرير مشروع التعديلات القضائية في إسرائيل، خرج أكثر من 600 ألف إسـرائيلي يتظاهـرون إلى الشوارع من شمالي البلاد إلى جنوبها، يسجلون رفضهم لهذه التعديلات، في واحدة من أكبر الاحتجاجات في تاريخ إسرائيل، وبدأ المتظاهرون في إغلاق الطرق في جميع انحاء تل أبيب.

وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تواجدت قوات الشرطة حاليًا في مكان الإغلاق، من أجل إبعاد المتظاهرين عن الطرق، حيث بدأت الاشتباكات بينهما ويقوم رجال الأمن باعتقال المتظاهرين غير المتعاونين.

فيما وصل ما يقرب من 1000 متظاهر إلى القدس اليوم الاثنين، للاحتجاج على الإصلاح القضائي أمام المجمع الحكومي في القدس.

فيما أفادت قناة الـ12 العبرية، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في طريقه الآن إلى الكنيست، وسط أقاويل بأنه قرر الموافقة على تعليق خطة التعديلات القضائية، التي أثارت احتجاجات غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل.

من جانبه، أعلن الكنيست، اليوم الاثنين، أن أغلبية الائتلاف الحاكم رفضت مقترحًا قدمته المعارضة لإجراء تصويت لحجب الثقة عن الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية الأوضاع التي تشهدها إسرائيل.

فيما ذكرت مصادر سياسية في إسرائيل، الاثنين، أن نتنياهو قرر تعليق خطة التعديلات القضائية.

وقالت المصادر السياسية إن نتنياهو قرر تعليق التعديلات القضائية بعد اجتماع مع قادة الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم.

وكان من المفترض أن يدلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بكلمة بشأن التعديلات، لكن تلك الكلمة تأجلت.