أعلنت «ماتيتو يوتييتيز ليميتد»- الشركة العالمية الرائدة في الاستثمار في أصول المياه وتشغيل وحلول إدارة المياه الذكية والطاقة البديلة- و«المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي BII »، شركة المملكة المتحدة المتخصصة في مجالات الاستثمار المؤثر والتمويل الإنمائي، عن إطلاقهما للمنصة الإستثمارية الجديدة Africa Water Infrastructure Development “AWID”، وهي المنصة الأولى من نوعها في تطوير مشاريع المياه الذكية مناخيًا وتعزيز الأمن المائي في جميع أنحاء إفريقيا.
والمنصة الجديدة AWID أطلقت في حفل رسمي في مقر السفارة البريطانية بالقاهرة بحضور كل من جاريث بايلي - السفير البريطاني في القاهرة، ورامي غندور - اﻟﻤدير اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﺸﺮﻛﺔ ﻣﺎﺗﻴﺘو، وكريس تشيدجيتومي - العضو المنتدب للمؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي BII - إفريقيا ، ولفيف من كبار مسؤولي الدولة ورواد الأعمال بمصر وإفريقيا.
وأعلن جاريث بايلى السفير البريطاني في القاهرة، عن دعم إنجلترا لخطط الحكومة المصرية لحماية مواردها المائية عبر ضخ استثمارات في هذا القطاع بجانب إعادة تدوير المياة، مشيراً إلى أن التغييرات المناخية هي السبب الرئيسي في ندرة المياه في مصر والقارة الأفريقية.
وأوضح أنه جرى عقد مذكرة تفاهم بين «British Water»- (شركة المياة البريطانية)-، وبين وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية لدعم احتياجات مصر من المياة خاصة بالمدن الجديدة، مشيرا إلى أن هناك 40 مدينة جديدة في مصر وجميعهم بحاجة إلى بنية تحتية ذكية للمياة في ظل ظروف شح المياه.
وأكد سفير بريطانيا بالقاهرة على أنه يشجع البريطانيين لزيارة مصر، مشيراً إلى أن هناك 11 ألف سائح بريطاني يزور مصر أسبوعيًا وهو المعدل الأعلى منذ جائحة كورونا.
وأشار إلى أن مصر بلد تمتاز بجوها المعتدل وهو ما يسهل للسائح الاستمتاع بالبحر في الغردقة وشرم الشيخ أو أي من المنتجعات السياحية، هذا بخلاف الاستمتاع بنهر النيل والمواقع التاريخية المنتشرة في مصر، مضيفًا أن الشعب المصري ودود ويرحب بالسائحين، ومن هنا يأتي تشجيعنا للسياحة وترشيحها لمعظم البريطانيين خاصة أنها بلد أكثر أمانًا.
وقال السفير البريطاني في القاهرة: «من خلال رئاستنا لمؤتمر المناخ COP26، أخذت المملكة المتحدة على عاتقها إيجاد حلول لمساندة الشعوب اجتياز أصعب تداعيات التغير المناخي، وخلال مؤتمر المناخ COP27 استمر التعاون مع مصر لاتخاذ خطوات بناءة نحو إيجاد حلول لتكييف شعوب العالم مع الأزمة. وتبرهن الشراكة المثمرة بين المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي BII وشركة ماتيتو على دوام الوفاء بالتزاماتنا مع إطلاق منصة “AWID” فبفضل الدعم المقدم من مؤسسة مالية عريقة كـ(BII)، ستتمكن (AWID) من لعب دوراً حيوياً في مصر وأفريقيا لحل أزمة ندرة المياه التي يواجهها العالم اليوم بسبب الأزمة المناخية، فضلاً عن النهوض بالبنية التحتية المائية وتعزيز الوصول لمصادر مياه نظيفة ومعتمدة للملايين من سكان القارة الإفريقية».
بدوره قال كريس تشيجيوتومي العضو المنتدب للمؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي BII - إفريقيا: "إن شراكتنا مع "ماتيتو" هي جزء من استراتيجية الشركة لتحسين نتائج التنمية من خلال تعزيز الاستثمار في قطاعات المياه والصرف الصحي والمرافق. واختتم بالقول: سوف تثبتAWID للمستثمرين والحكومات والشركات أهمية دور الاستثمار الخاص في إنشاء مشاريع في قطاع المياه تتسم بالكفاءة والقدرة على دفع عجلة التنمية المستدامة في إفريقيا.
وبهذه المناسبة، قال رامي غندور، المدير التنفيذي لشركة ماتيتو: " مع التوسع الحضري السريع الذي تشهده إفريقيا يتزايد الطلب بشكل كبير على المشاريع الاستثمارية في البنية التحتية في قطاع المياه و مثل هذه المشاريع تحتاج إلى رأس مال كبير، ولذا فهناك حاجة مُلحة لسد الفجوة التمويلية التي تتطلبها الاستثمارات المستدامة في قطاع المياه.
وأضاف أنه بالشراكة مع المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي BII سنتمكن من تعظيم الاستفادة من إمكانياتنا الهندسية العالية، واستخدام التقنيات المبتكرة، مع تواجد أكبر للتمويل ووفرة موارد مالية مستدامة.
وتعليقًا على الإطلاق ، قال مورجان لاندي ، المدير العالمي للبنية التحتية في مؤسسة التمويل الدولية (IFC): "يُعد الاستثمار في البنية التحتية للمياه أولوية استراتيجية لمؤسسة التمويل الدولية في إفريقيا ، ونحن نعمل مع القطاع الخاص لسد فجوة التمويل في هذا القطاع الحرج. وبصفتها من أحد أقدم المساهميين في ماتيتو، تفخر مؤسسة التمويل الدولية بأن تشهد إطلاق هذه المنصة الجديدة التي تركز على إفريقيا والتي ستستثمر في مشاريع المياه الذكية مناخيًا، مما يعزز النمو الاقتصادي والأمن المائي بإفريقيا.
من الجدير بالذكر أن شركة AWID ستسهم في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة الصادرة عن الأمم المتحدة ومنها: الهدف 3 في توفير أنماط صحية جيدة ورفاهية للجميع، والهدف 5 في المساواة بين الجنسين، والهدف 6 في توفير المياه النظيفة والصرف الصحي، بالإضافة إلى الهدف 13 وهو العمل من أجل المناخ.
جوزيف وصفى منسق العلاقات الخارجية بصحبة السفير البريطانى بالقاهرة
وتعد ندرة المياه أحد أقوى التحديات التي تعوق مسيرة التنمية بالقارة الإفريقية . ومن المتوقع أن يسبب التغيير المناخي الي تناقص معدل وفرة المياه و زيادة ندرة مصادر المياه مما سيؤدي إلي تفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بنقص المياه. كما أن جودة المياه أيضاً تشكل خطراً كبيراً على المجتمعات حيث يتم التخلص من معظم مياه الصرف دون معالجة. هذه الفجوة الملموسة في تخزين وتوريد المياه وتوفير وتوصيل المياه وتوفير مرافق صحية نظيفة يدعوا إلى حتمية وجود بنية تحتية كفئ لإدارة المياه بشكل كفئ وفعال.
كما أن آثار التغيرات المناخية علي دورة المياه تظهر واضحةً في إمدادات المياه إلى القطاعات الصحية والاقتصادية والزراعية، وفي الوقت نفسه تزيد من عدم المساواة في الوصول إلي المياه.
وذكر بأن مؤتمر تغير المناخ في دورته السابعة والعشرين (COP27) والذي استضافته مصر العام الماضي أقر بأوجه الترابط بين المياه والغذاء والطاقة من جهة، وتداعيات تغير المناخ من ناحية أخرى، ودعًا إلى زيادة الاستثمارات بشكل كبير و جدي في قطاع المياه للتخفيف من وطأة التغييرات المناخية في إفريقيا.
وكونها أحد أهم الأسواق الواعدة للمنصة الاستثمارية الجديدة AWID ، فقد شهدت مصر خلال العقد الماضي تطوراً ملحوظاً في تحديث البنية التحتية المائية ووضعت نصب أعينها الأمن المائي كأحد أهم أولاويتها، فمن المتوقع أن تتسع الفجوة بين العرض والطلب على المياه بسبب عدة عوامل وقد تم التعامل مع هذا بشكل متطور وتقدمي عن طريق إعادة تدوير واستخدام مياه الصرف الزراعي والمياه الجوفية وتحلية المياه بالمناطق الساحلية.
وبالتعاون مع الحكومة المصرية، تشارك كيانات القطاع الخاص في عملية تطوير مشروعات المياه كمشروع محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي؛ المشروع الأكبر من نوعه على مستوى العالم، وكذلك مشروع المحسمة. و هذا يدل علي اهمية تعدد مصادر المياه في مصر وبعيداً عن نهر النيل وتشجيع مشروعات المياه الصديقة للبيئة والتي تستخدم طاقات نظيفة وتكنولوجيات خضراء ذات كفاءة عالية كتلك التي ستستخدمها منصة (AWID).
ويشار إلى أن AWID هي منصة استثمار تهدف إلى إنشاء نموذجاً تجارياً لتوفير البنية التحتية لقطاع المياه في إفريقيا؛ وتعزيز المشاريع الاستثمارية طويلة الأجل في هذا القطاع، كما ستسهم إستثمارات المنصة دمج التقنيات الصديقة للبيئة ومصادر الطاقة البديلة في مشاريع البنية التحتية في قطاع المياه من أجل تقليل البصمة البيئية
هذا وستقوم المنصة الجديدة، AWID بتمويل محطات معالجة المياه ومياه الصرف ؛ كذلك ستعمل المنصة على تطوير وإنشاء مرافق ذات موصفات عالمية بهدف زيادة الوصول إلى مياه آمنة ومستدامة؛ كما ستركز الشركة بشكل خاص على البلدان الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.