في أوائل فبراير الجاري، أطل فرانك هوجربيتس عالم الزلازل الهولندي على العالم، يسرد ما يتنبأ به بلهجة مقتضبة ومرعبة، وهو حدوث زلزال بدولتي سوريا وتركيا بقوة 7.5 على مقياس ريختر خلال فترة زمنية حددها، ولم تمر ثلاثة أيام حتى صدق ما تنبأ به، زلزال مدمر ضرب بقسوة أعماق الأرض مخلفا آلاف الضحايا من الأبرياء.
زلزال مدمر
الرابعة فجر الاثنين 6 فبراير الجاري، استيقظ العالم على الصدمة الكبرى، ضربات متتالية و متفرقة لزلزال عنيف ضرب دولتي سوريا وتركيا بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وتركزت ضرباته غرب مدينة غازي عنتاب وامتدَّ أثره إلى سوريا القريبة من الحدود التركية لتتقاسم الدولتان ما وزعه الزلزال الغاشم من خسائر لم تكن فقط في المباني التي تحولت إلى أكوام من الأنقاض بل خسائر بشرية أوجعت قلوب ذويها بل قلوب العالم أجمع الذي تابع تفاصيل ما حدث.
تكرار الزلازل
رواية العالم الهولندي أحد أشهر باحثي الزلازل في العالم والتي لم تكن كاذبة، وجهت أنظار العالم أجمع لما يقول، وتركزت الأنظار بعدما أطل العالم في عدد من المرات في مقاطع فيديو بثها وتم تناولها في العديد من وسائل الإعلام حول العالم، يتنبأ فيها عن حدوث سلسلة من الزلازل في العديد من المناطق الأخرى محددا مواعيدها، لتنشر حالة من الرعب بين المواطنين في العديد من الدول وما زاد من حدة هذه الحالة هو حدوث عدة زلازل في العديد من المناطق في بعض الدول كان النصيب الأكبر منها في دولة تركيا واليابان وغيرهما.
زلزال
وعلى الرغم من صدق أحاديث العالم الهولندي بحدوث عددا من الزلازل، لكن العديد من العلماء نفوا صحة تلك التنبئات ليخرج العالم متجاهلا تلك الانتقادات الشرسة الموجهة إليه بشأن توقعاته عن زلازل سيشهدها العالم في الأسبوع الأول من مارس، قائلا في تغريدة على "تويتر" إن "تقارب هندسة الكواكب الحرجة في 2 و5 مارس قد يؤدي إلى حدوث نشاط زلزالي كبير إلى كبير جدا وربما حتى زلزال هائل في الفترة بين 3 إلى 4 مارس، قد تصل قوته إلى 8 درجات".
ولم يكتفى العالم بمجرد القول بل نشر مقطع فيديو ربط فيه بين الأنشطة الزلزالية المتوقعة واكتمال القمر مشددا على أن أول أسبوع من شهر مارس "سيكون حرجاً"، وأكد أنه "لا يحاول إثارة الهلع"، بل يحذّر من حسابات حركة الكواكب التي تنتج عنها أنشطة زلزالية عظيمة على الكرة الأرضية.
العالم الهولندي
وحدد هوجربيتس سيناريوهين: الأول قد يكون مواجهة نشاط زلزالي عظيم في حدود 3 أو 4 مارس، تتبعه أنشطة صغيرة بالأيام التالية، أو أن يكون ذلك النشاط الكبير في 6 أو 7 مارس، تسبقه أنشطة زلزالية صغيرة. وربط السيناريوهين بتحرك الكواكب وباكتمال القمر. وشدد مجددا على "أنه لا يمكن معرفة ما سيحدث بالتحديد".
وتابع: كان لدينا بعض التقلبات في منطقة الساحل الغربي لأمريكا الشمالية، وخندق كرماديك.
زلزال
وأوضح " لكن هذه التقلبات كانت غامضة ولم تكن مقنعة للغاية، وكان هناك تذبذب أكثر وضوحًا غرب المحيط الهادئ مرة أخري، ثم كامتشاتكا وجزر كوريل و اليابان فى الشمال، إلى الفلبين وأيضًا ربما جزيرة سولاوسي وجزيرة هالماهيرا، وربما حتى أندونسيا فى بحر باندا".
وكان المفاجئ، أن عالم الجيولوجيا العراقي صالح محمد عوض، دخل على خط التوقعات، وقال إن هناك احتمالا لوقوع زلزال يوم 8 مارس المقبل في منطقة الصفيحة الأناضولية.
وذكر صالح أن الزلزال سيكون أقل ضررا من ذلك الذي تركيا وسوريا يوم 6 فبراير"، مبينا أن "التنبؤ بحدوث زلزال أو هزات أرضية يكون بناء على مجموعة من المؤشرات والحسابات، وبناء عليه يتم توجيه النصائح بحدوث زلزال في مكان معين، ويمكن للجهات المعنية الأخذ بها أو لا".
وأوضح أن "الصفيحة الأناضولية ضعيفة وخطرة، وبدأت الهزات الأرضية تنتشر بعد زلزال تركيا المدمر، كما أن الصفيحة تتعرض لأكثر من 200 هزة تابعة للزلازل المدمر"، مضيفا: "هناك انتشار للزلازل على الصفيحة الأناضولية الشرقية، أن وضع القمر يوم 8 مارس المقبل، سيكون نفس وضعه في 6 فبراير، ولكن الزلزال المقبل سيكون أقل في الخسائر بسبب بعد كواكب الزهرة والمشتري والمريخ".