كان أحد الأسئلة التي شغلت بال المستثمرين العام الماضي هو متى سيتراجع الأمريكيون عن الإنفاق ويندلع الركود.
لم يحدث ذلك في الربع الرابع، إذ تجاوز أداء شركات التجزئة والعلامات التجارية التوقعات، لكن نتائج أعمالها وتوقعاتها أجّجت موجة من الحذر بشأن العام المقبل.
تزايدت أعداد المتسوقين، بما في ذلك الأثرياء، الذين يبحثون عن صفقات، بعد أعلى معدل تضخم شهده جيل، ومع استمرار تضاؤل المدخرات، وتراكم ديون المستهلكين. كما ولّى عصر ترف الإنفاق بعد ذروة "كوفيد-19".
وحاول العديد من كبرى شركات التجزئة اتباع سياسة شد الحزام خلال موسم الأرباح عن طريق إصدار توجيهات المبيعات لهذا العام، والتي كانت مخيّبة لآمال "وول ستريت"، وتتوقع كل من شركات "لويز كوز" (.Lowe’s Cos) و"بيست باي" (.Best Buy Co) و"تارغت كورب" (.Target Corp) احتمال انخفاض الإيرادات هذا العام.
يتحوّل المتسوقون بالفعل إلى خيارات شراء أرخص، وهو اتجاه يتزامن غالباً مع الركود. وسلّطت شركة "وول مارت" (.Walmart Inc) الضوء على المكاسب الكبيرة للأسر التي يزيد دخلها عن 100 ألف دولار، فيما أشارت شركة "دولار تري" (.Dollar Tree Inc)، التي تقدم خصومات أيضاً، إلى فائدة مماثلة.
وانخفض معدل الادخار إلى أقل من 5% للمرة الأولى منذ عام 2009، عندما كان الاقتصاد في حالة ركود عقب الأزمة المالية. في غضون ذلك، لا يزال التضخم مرتفعاً بشكل مستمر ولا تعوّض زيادات الأجور عن ذلك.
ارتفاع الأسعار لا يؤدي إلى جعل الرواتب تبدو أقل فحسب، لكنه يغفل أيضاً حقيقة أن الكثير من نمو المبيعات في القطاع الاستهلاكي كان بسبب التضخم، وليس بسبب المتسوقين الذين يشترون المزيد من المنتجات.