ممسكا يد ابنته المتوفاة تحت الأنقاض.. حكاية الأب الذي أبكى العالم وكيف كانت نهايته سعيدة؟


الاثنين 27 فبراير 2023 | 01:21 مساءً
مسعود هانتشر
مسعود هانتشر
محمود الهواري

داخل سترة برتقالية تحمي من شدة الصقيع وعيون شاردة من هول ما حدث، ارتسمت اللحظة الأخيرة للوداع الأصعب، أب مكلوم يقبع على أنقاض الركام المتناثر، ممسكا يد جثة ابنته التي لقت مصرعها نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب دولتي سوريا وتركيا وخلف آلاف الضحايا من الأبرياء، وكأن الأب يأبى لابنته "إرماك" صاحبة الـ 15 عاما الرحيل إلى مثواها الأخير.

مسعود هانتشرمسعود هانتشر

فجر السادس من فبراير الجاري، باغت الزلزال المدمر العديد من المناطق جنوب تركيا وشمال سوريا، وما بين ضربة وأخرى أكثر شدة ترتفع أعداد الضحايا الأبرياء الذين لقوا مصرعهم تحت أنقاض المنازل التي لم تقوى على الثبات، وسط الاستغاثات المتكررة للمنظمات الدولية لإنقاذ الأشخاص بعدما وثقت المقاطع المصورة حجم المعاناة والكارثة كان من بين تلك المقاطع مقطع "مسعود هانتشر" الذي جلس بجوار جثة ابنته الممددة أسفل الأنقاض في لحظات الوداع الأخير.

مسعود هانتشرمسعود هانتشر

ولقيت الصورة التي تم تداولها على مختلف المواقع الإخبارية و الوكالات بجانب مواقع التواصل الاجتماعي انتشارا واسعا، لما تركته الصورة من أثر و مشاعر تعاطف لدى ملايين الأشخاص الذين دشنوا حملة تضامن واسعة مع الأب الذي يقيم في كهرمان مرعش ويعول أربعة أطفال ليس لهم مأوى بعدما فقدوا منزلهم، ليبادر رجل أعمال من العاصمة أنقرة، بتقديم مسكناً للرجل وأسرته، والعرض عليه تعيينه موظفاً إدارياً في القناة التلفزيونية التي يملكها.

مسعود هانتشرمسعود هانتشر

استجاب الرجل التركي منتقلا إلى أنقرة وبدء بناء حياة جديدة رغم مرارة الخسارة التي لا تعوض يحكي الرجل عن إحساسه لحظة القبض على يد ابنته قائلا: "لم أستطع ترك يدها. كانت ابنتي نائمة مثل الملاك في سريرها"، موضحا لوكالة فرانس برس أنه فقد أيضاً والدته وإخوته وأبناء إخوته في الزلزال، لكن أكد أن "دفن ولدك لا نظير لمأساويته.. إنه ألم لا يوصف".