تقديرات أرباح شركات التكنولوجيا تنخفض رغم جهود خفض التكاليف

لم تكن موجة خفض التكاليف التي اجتاحت قطاع التكنولوجيا كافية بالقدر الكافي لتحسين توقعات وول ستريت للأرباح في ظل تباطؤ نمو الإيرادات.

أعلنت شركات القطاع- من بينها "مايكروسوفت"، و"سيلز فورس" (Salesforce)- عن تسريح عشرات آلاف الموظفين هذا العام، وساهمت سياسات خفض التكاليف في دعم ارتفاع مؤشر "ناسداك 100"، الذي واصل الصعود وسط توقعات باقتراب الاحتياطي الفيدرالي من إنهاء دورة رفع أسعار الفائدة، لكن المحللين واصلوا خفض تقديراتهم للأرباح للعام الحالي.

ترجح التوقعات انكماش أرباح الشركات التكنولوجية المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.4%، أي منخفضة عن التقديرات السابقة بنموها بنحو 4% منذ 6 أسابيع فقط، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ إنتليجينس.

قالت كيم فورست، كبيرة مسؤولي الاستثمار في "بوكيه كابيتال بارتنرز" (Bokeh Capital Partners): "تسيطر حالة من عدم اليقين على جانب الطلب، حيث يمكنك أن تفعل شيئاً حيال التكلفة، لكن في النهاية إذا لم يرَ العميل أن منتجك يحمل قيمة مضافة، ستواجه عجزاً".

 بعد إعلان أكثر من ثلثي الشركات المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" نتائج أعمالها، جاءت أرباح نحو 79% من شركات التكنولوجيا أعلى من الحد الأدنى للتوقعات، وهو ما يعد تحسناً مقارنةً بنسبة 74% بالربع الثالث، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. ورغم ذلك، تخلفت الإيرادات، حيث تجاوز نحو نصف عدد شركات القطاع فقط الحد الأدنى للتوقعات مقارنة بنسبة 59% بالربع الثالث.

من المتوقع نمو إيرادات شركات التكنولوجيا المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنحو 2% في 2023، فيما يعد أبطأ نمو لإيرادات القطاع منذ 2016، وفقاً لبيانات بلومبرغ إنتليجنس.

أثارت نتائج أرباح كبرى شركات التكنولوجيا والإنترنت في هذه الفترة القلق، فبشكل مجمل، جاءت أرباح شركات "أبل"، و"مايكروسوفت"، و"ألفابت"، و"أمازون" و"ميتا بلاتفورمز" أقل من التقديرات بنحو 8%، وفقاً لبيانات "بنك أوف أميركا".

في إشارة إلى عدم كفاية خفض التكاليف لتعويض ضعف الطلب، جاءت آفاق "شوبيفاي" (Shopify) لإيراداتها- التي أعلنتها في وقت متأخر من يوم الأربعاء- أضعف من التوقعات، إذ كانت الشركة الكندية، التي تسمح للتجار بتدشين مواقع إلكترونية للتجارة عبر الإنترنت على منصتها، من بين أوائل عمالقة التكنولوجيا الذين خفضوا أعداد موظفيهم خلال تراجع السوق العام الماضي.

حتى الآن، لم تحد مخاوف النمو سوى القليل من إقبال المستثمرين على شراء الأسهم المتراجعة، إذ قفز مؤشر "ناسداك 100" الذي يضم كبرى شركات التكنولوجيا 14% منذ بداية العام، بدعم من ارتفاع أسهم مثل "إنفيديا" (Nvidia Corp)، و"أتلاسيان كورب" (Atlassian Corp) بأكثر من 40%.

ومع ارتفاع أسعار الأسهم تزامنا مع انخفاض تقديرات الأرباح، صعدت التقييمات في مؤشر "ناسداك 100" مرة أخرى بعد تراجعها في 2022، حتى بلغ مكرر ربحية المؤشر القياسي 24 مرة وفقاً للأرباح المتوقعة خلال الأشهر الـ12 المقبلة، مقارنة بمكرر ربحية 20 مرة في المتوسط خلال العقد الماضي.

قال كيفن ووكوش، مدير المحافظ لدى "جينسين إنفستمنت مانجمنت" (Jensen Investment Management): "ينتظرنا عام من عدم اليقين بشكل كبير. فمنذ بداية العام، كانت المكاسب القوية التي حققها السوق تتعلق بالآمال أكثر مما قد يكون الأداء الفعلي على مدار العام".

دفع الارتفاع الأخير لأسهم شركات التكنولوجيا العديد منها لتجاوز متوسط الأسعار المستهدفة التي وضعها المحللون. ومن بين الشركات المدرجة في مؤشر "راسل 3000" ويغطيها أكثر من 30 محللاً، تجاوز سهم "روبلوكس" (Roblox) الحد الأقصى لمتوسط السعر المستهدف، حيث ارتفع سعر سهم منصة ألعاب الفيديو عبر الإنترنت 26% يوم الأربعاء عقب إعلانها تسجيل حجوزات فاقت تقديرات المحللين.