على مر السنين كانت أكبر مشكلة تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية في حدودها مع المكسيك هي عملية تهريب المهاجرين والمواد المخدرة، لكن حديثًا واجهت الجمارك الأمريكية على الحدود مشكلة جديدة مختلفة عن سابقيها ألا وهي عمليات تهريب البيض المكسيكي إلى داخل أمريكا.
موجة كبيرة من الجدل والسخرية شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتشار أنباء تفيد بتهريب البيض من المكسيك إلى أمريكا، خاصة وأنّ الولايات المتحدة الأمريكية من أغنى دول العالم، لكن بسبب ارتفاع أسعار البيض إضافة إلى قانون حظر دخوله من المكسيك بسبب التخوف من الإصابة بأنفلونزا الطيور، دفع المواطنين للقيام بعمليات تهريبه.
ففي مدينة سان دييغو جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية، شهد ضباط الجمارك ارتفاعاً في عدد المحاولات غير القانونية لإدخال البيض عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ملوحين بغرامات قد تصل إلى 10 آلاف دولار حال عدم الإفصاح عن أي مواد غذائية أو زراعية.
مديرة العمليات الميدانية في سان دييغو جينيفر دي لا، قالت في تغريدة عبر حسابها في "تويتر": "لاحظ المكتب الميداني في سان دييغو مؤخراً زيادة في عدد محاولات إدخال البيض إلى موانئنا. كتذكير، يُحظر دخول البيض غير المطبوخ من المكسيك إلى الولايات المتحدة، إذ يمكن أن يؤدي عدم الإفصاح عن المنتجات الزراعية أوالغذائية إلى غرامة مالية تصل إلى 10 آلاف دولار".
ووفقاً لإدارة الجمارك وحماية الحدود، فإن إدخال البيض غير المطبوخ من المكسيك إلى الولايات المتحدة يعد أمراً غير قانوني بسبب خطر الإصابة بأنفلونزا الطيور ومرض "نيوكاسل" وهو فيروس معدٍ يصيب الطيور.
من جانبها، عزت خبيرة الشؤون العامة في الجمارك وحماية الحدود، جيريلين ألكوردو، في بيان أوردته شبكة "سي إن إن" الزيادة في عمليات تهريب البيض إلى "ارتفاع كلفة البيض في الولايات المتحدة".
وأضافت: "بالنسبة للجزء الأكبر، فإن المسافرين الذين يدخلون البيض أعلنوا ذلك أثناء عبورهم الحدود".
وتابعت: "عندما يحدث ذلك، يمكن للشخص أن يتخلى عن المنتج من دون عواقب، فيما سيقوم المتخصصون في إدارة الجمارك وحماية الحدود بجمع البيض وغيره من المنتجات الغذائية أو الزراعية المحظورة وإتلافها، كما هو الحال في مسار العمل الروتيني".
وأردفت: "في حالات قليلة، لم يعلن المسافرون عن حيازتهم البيض وتم اكتشاف ذلك أثناء عمليات التفتيش، ونال المخالفون غرامة مالية قدرها 300 دولار. يمكن أن تكون العقوبات أعلى للمخالفين أو الواردات ذات الحجم التجاري".
وتسبب تفشي إنفلونزا الطيور في مزارع الدجاج الأميركية في ارتفاع أسعار البيض، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 11.1% من نوفمبر إلى ديسمبر الماضيين، و59.9% على أساس سنوي، بحسب ما أورده مكتب إحصاءات العمل.
وتشهد الولايات المتحدة كما العالم، ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية، في حين أن معدلات التضخم تقترب من أعلى مستوياتها في 40 عاماً، وهو ما دفع "بنك الاحتياط الفيدرالي" (البنك المركزي) إلى انتهاج سياسة متشددة بشأن رفع أسعار الفائدة، أثارت مخاوف من حدوث ركود اقتصادي.