لإنشاء محطة غاز حيوي في أسيوط.. مذكرة تفاهم بين الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة وبنك الكويت


الثلاثاء 31 يناير 2023 | 12:06 مساءً
العقارية

شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة وبنك الكويت الوطنى - مصر، لدعم إنشاء محطة غاز حيوى مركزى تستهدف 150 مستفيدا فى محافظة أسيوط.

جاء ذلك بحضور الدكتور على أبو سنة، رئيس جهاز شئون البيئة، والدكتور طارق العربى، رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات، والدكتور طلعت عبد القوى، الأمين العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية والأمين العام لمؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة، وياسر الطيب، نائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لبنك الكويت الوطنى، والنائبة الدكتورة نشوى رائف، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب.

قام بالتوقيع على المذكرة الدكتور طلعت عبد القوى، الأمين العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية والأمين العام لمؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة، وكريم كمال، رئيس قطاع الوظائف المساندة ببنك الكويت الوطنى.

ووجهت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، خلال توقيع مذكرة التفاهم، الشكر لبنك الكويت الوطني على الدعم المقدم للسنة الرابعة على التوالي فى نفس المجال، وهو التوسع فى إنشاء وحدات البيوجاز على مستوى محافظات الجمهورية.

كما وجهت وزيرة البيئة خلال توقيع المذكرة، عدة رسائل هامة، منها ما يتعلق بالمبادرات التى أطلقتها الرئاسة المصرية خلال مؤتمر المناخ COP27 وهما الانتقال العادل للطاقة، ومبادرة المخلفات 50 بمرور عام 2050 فى أفريقيا وتدوير 50% من المخلفات فى القارة بحلول عام 2050.

وقالت إن القطاعين لهما تأثير مباشر على غازات الاحتباس الحراري وزيادة درجة حرارة الأرض، مؤكدة اهتمام الدولة المصرية بجميع أجهزتها بإشراك القطاع الخاص والقطاع المصرفي ومنظمات المجتمع المدني والمرأة والشباب فى هذه المبادرة.

وشددت وزيرة البيئة على أهمية أن تكون الدولة المصرية سباقة من خلال تنفيذ ما أطلقته من مبادرات على المستوي الدولى، مشيرة إلى أن توقيع مذكرة التفاهم اليوم بين المؤسسة وبنك الكويت الوطني يعد خير مثال على خفض غازات الاحتباس الحراري وإعادة تدوير المخلفات سواء مخلفات الماشية أو المخلفات الزراعية، كما يعطي نموذجاً للاقتصاد الدوار وكيفية إعادة تدوير المخلفات من استخراج سماد أو غاز يصب بصورة مباشرة فى قضية يعاني منها العالم أجمع وهي قضية الأمن الغذائي، باعتباره مصدرا من مصادر الطاقة لهم.

ونوهت وزيرة البيئة إلى مبادرة “حياة كريمة” وتكليفات رئيس الجمهورية بالتوسع فى إنشاء وحدات البيوجاز فى الريف المصري للعمل على إعادة تدوير المخلفات وتوفير طاقة بديلة وسماد للأراضى الزراعية فى نفس الوقت، مؤكدة استفادة جميع الأطراف فى المنظومة الريفية، فمن ناحية إنشاء تلك الوحدات والتى أصبحت مصدر رزق للشباب وفتح شركات صغيرة، ومن ناحية أخرى تستفيد السيدة الريفية من الغاز من خلال الموارد المتاحة لديها فى البيت الريفي، والمزارع من وجود السماد، مؤكدة أن تلك المنظومة لها بعد اجتماعي مهم وهو إرتباط الأسرة فى الريف المصري بمواطن النشأة.

وذكرت وزيرة البيئة أن توقيع مذكرة التفاهم يأتى فى إطار إحتفال مصر خلال هذا الشهر بيوم البيئة الوطني 27 يناير وهو يوم صدور أول قانون للبيئة، موجهة الشكر إلى رئيس مجلس الوزراء على اعتماد هذا اليوم فى عام 2019 كيوم للبيئة الوطني، مشيرة إلى أن كل دولة تحتفل بيوم خاص بها، حيث تتكاتف فيه جميع أطياف وفئات المجتمع من قطاع خاص وقطاع مصرفي والمرأة والشباب لعرض المساهمات الخاصة بهم في مجال البيئة، لافتة إلى أن توقيع مذكرة التفاهم يعد خير دليل على تلك الشراكة بين المجتمع المدني ممثلا فى مؤسسة الطاقة الحيوية والجانب الحكومى ممثلة فى جهازي شئون البيئة وتنظيم إدارة المخلفات والقطاع المصرفي ممثل فى بنك الكويت الوطني وكذلك المحليات ممثلة فى محافظة أسيوط.

وأكدت وزيرة البيئة أن تلك التجربة تعد نموذجا ملهما لتكاتف جميع الأطياف حول هدف مهم على المستوى الوطني وله تأثيره المباشر على التزامات مصر الدولية واستمرارها فى ظل الأزمة الاقتصادية على استكمال البرامج والمشروعات الوطنية واجتياز هذه الأزمة فى ظل هدف وإيمان بتلك الغاية كما تم اجتياز الأزمات السابقة.

وقالت إن هذا التعاون يعد استمراراً لنجاح الطرفين، وذلك عقب دعم إنشاء 121 وحدة منزلية لإنتاج الغاز الحيوى فى المنيا وسوهاج على مدار ثلاث سنوات، كما أنه يأتى فى إطار دعم جهود الدولة نحو تحقيق المشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى من خلال تعميم تجربة إنتاج الوقود الحيوى من المخلفات العضوية فى جميع القرى المصرية في مختلف محافظات مصر.

وأوضحت الوزيرة أن هذه المبادرة تهدف إلى تحقيق رؤية مصر 2030 من خلال دعم الارتقاء بجودة حياة المواطن المصرى من خلال دعم المجتمعات الريفية ورفع مستوى المعيشة، ما يدعم جهود وزارة البيئة لتنفيذ المبادرة الرئاسية “اتحضر للأخضر”، وكذلك تحقيق اقتصاد تنافسي متنوع وخلق فرص عمل خضراء لائقة للشباب، بالإضافة إلى الحفاظ علي نظام بيئى متكامل من خلال التخلص الآمن من المخلفات.

وبموجب البروتوكول، يقدم بنك الكويت منحة قدرها 2500000 (اثنان مليون وخمسمائة ألف جنيه مصري) لإنشاء محطة غاز حيوى مركزية بمحافظة أسيوط لاستهداف 150 مستفيدا لتوفير مصدر للطاقة وإنتاج سماد عضوى وإتاحة التدريبات التطبيقية، بهدف إتقان أداء العمليات بكفاءة وفاعلية، وكذلك دعم الاقتصاد الحيوى الصناعى، وذلك من خلال التخلص الآمن من المخلفات، على أن تتولى مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة اختيار الشركات المنفذة والإشراف الفنى التام على التنفيذ بجميع مراحله، واستصدار جميع التصاريح والموافقات الخاصة بالمشروع والاشتراك مع محافظة أسيوط فى اختيار المستفيدين.

من جانبه، وجه الدكتور طلعت عبد القوي الشكر باسم جميع الجمعيات والمؤسسات الأهلية للدكتورة ياسمين فؤاد على نجاح مؤتمر تغير المناخ COP27، والذي يعد نجاحا يُدرس فى ظل ما يشهده العالم من معاناة ومشاكل وأزمات اقتصادية وأمنية، كما يعد رسالة على أمان مصر واستقرارها، ونجاحًا على مستوى التعاون بين الحكومة والمجتمع المصري، حيث شهد هذا المؤتمر اختلافا كبيرا عن سابقيه بالخروج بقرارات واقعية بعيدا عن التوصيات كما كانت الدولة المصرية سباقة بعمل خطط تنفيذية وبرامج ترجمتها إلى قرارات فعلية.

وقال طلعت عبد القوي: “ما نشهده اليوم يعد نموذجا نفخر ونعتز به فى ظل ما كنا نعانيه تاريخيا من كيفية التخلص من المخلفات الزراعية والحيوانية وما تسببه من تلوث بيئي نتيجة تلك المخلفات، والعمل على تحويل تلك المخلفات بفكر ورؤية جديدة من التخلص منه إلى الاستفادة وتحويل تلك التجربة من الفرص الضائعة إلى الفرص الموجودة من خلال تحويل تلك المخلفات طاقة، والمساعدة في حل مشكلة تواجه العالم أجمع وتوفير فرص عمل وتمكين المرأة المصرية اقتصاديا واجتماعيا”.

وأضاف أن تبنى المؤسسة برئاسة الوزيرة هذه التجربة يعد فكرة رائدة ويمكن تعميمها فى كل قرى مصر للاستفادة من هذا المشروع الحضاري، مشيراً إلى أن مبادرة رئيس الجمهورية “حياة كريمة” تعد أيضا نموذجا غير مسبوق على مستوى العالم، حيث شملت تنمية الريف المصري فى كل جوانب الحياة به من مرافق وخدمات وغيرها.

فيما أكد ياسر الطيب أن اعتماد مشروعات البيوجاز على أساس الشراكة بين القطاعين العام والخاص والجهود الشعبية المبذولة من قبل أصحاب تلك المشروعات بالقرى يمثل عاملاً هاماً لاستدامة تلك المشروعات وتوسعها المستقبلي على نطاق أكبر وأكثر انتشاراً.

وأوضح أن هذا المشروع يروج لمفاهيم جوهرية في مجال التنمية وهى الاستدامة والاقتصاد الدائرى، مشيراً إلى المسئولية المجتمعية التي تعد إحدى ركائز بنك الكويت الوطني لتحقيق الاستدامة، والتي تهدف إلى المساهمة بشكل فعال في تطوير المجتمعات المحلية من خلال تبني سياسة جديدة للمسئولية الاجتماعية تهدف إلى تعزيز مساعى الدولة المصرية في تنميه محور التنمية الاقتصادية ومحور التنمية العمرانية للمناطق الأكثر احتياجا، كذلك توفير فرص وتوفير الرعاية الصحية.

وأكد المهندس وائل رضوان، المدير التنفيذي لمؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة، الدور الذى تقوم به المؤسسة فى نشر تطبيقات تكنولوجيات الطاقة الحيوية في مصر من خلال إزالة جميع التحديات الفنية والمالية لتوطين هذه التكنولوجيا، والتي تساهم في زيادة المزايا التنافسية للاقتصاد المصري، وتحقق مردود إيجابي هائل على النواحي البيئية والاجتماعية والاقتصادية، حيث قامت المؤسسة بإنشاء والإشراف على إنشاء أكثر من 1843 وحدة تنتج حوالي 1.9 مليون متر مكعب من الغاز الحيوي سنوياً، وهو ما يعادل أكثر من 65 ألف أسطوانة بوتاجاز وتعالج 49 ألف طن من المخلفات الحيوية، كما تنتج 49 ألف طن من السماد الحيوي تكفى لتسميد 6000 فدان يستفيد منها 9000 مواطن، كما نتجت عن هذه الأنشطة 31 شركة ناشئة وخلقت 72 فرصة عمل مباشرة و93 فرصة عمل غير مباشرة.