قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق: «اطلعت على البيان الصادر من الدكتور زاهي حواس الصديق القديم الذي لم يُعَنّي نفسه بالاتصال ولم يُعَنّ نفسه بالاطلاع على البرنامج واعتمد على ما تناقلته وسائل الأعلام».
وأضاف: «ثم أراد الظهور بعد غيابه عن الساحة مدة طويلة لم نستمع فيها إلى صوته ولم نر محياه على ما قد كان عودنا - عفاه الله عنه-».
وتابع: «لو اطلع على البرنامج لعلِم أننا قد فرقنا بين الروايات العلمية وبين الروايات الشعبية، ولعلِم كذلك أنه برنامج يبيَّن مدى انتماء المصريين لبلادهم ومدى حبهم لها، كما أنه يبين موقع مصر التاريخي الذي قد لا يلتفت إليه كثير من الناس».
واستكمل: «لكنه لم يلتفت لكل هذا وأراد أن يلقي علينا محاضرة في الآثار وهو أمر لم نقاربه بل ولا نريده في برنامجنا، وهذه السقطة التي سقطها الدكتور حواس ترك فيها أول خطوات النقاش الجاد ولذلك أردنا أن ننبهه بأن يستمع إلى البرنامج أولا وأن يرى كيف أننا من أول لحظة ونحن نفرق بين الروايات العلمية - والتي تركنا له الجانب الحسي منها - وبين الروايات الشعبية التي سبَّ أصحابها بكلمات غير لائقة مدعيا أنه وحده مصدر المعرفة».
وأضاف الشيخ جمعة: «نأمل من الإعلام الوطني أن يراعي الأغراض والأهداف وراء البرنامج من جهة ووراء من أثار هذه الزوبعة .. ممن لبسوا الحق بالباطل وممن خلط الصحيح بالباطل لأننا في زمن نحتاج فيه إلى الوعي».
وأنهى تصريحه قائلا: «تحياتي للدكتور زاهي حواس، ليس الكلام في روايات شعبية من الفتوى في شيء أحببت أن أخبرك بما لا تعلم من أن الفتوى بيان للحكم الشرعي وليست تحليلا لأخبار الرحالة العرب، تحياتي مستر زاهي».
كان الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، خرج للتعليق على ما قاله الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بخصوص الفراعنة والأنبياء، ومنها إمكانية أن يكون سيدنا إدريس هو من علم المصريين بناء الأهرامات.
وقال حواس في تعليقه على الموضوع، «الشيخ على جمعة رجل عظيم وأنا بحبه بشكل كبير، ولكن مينفعش يطلع يقول كده».
وعن وجود علاقة بين الملك أوزيس وسيدنا إدريس، قال حواس: «لا طبعا مفيش أي علاقة، فضيلة المفتي بيتكلم من غير أدلة ولكن أنا لما بتكلم بأدلة لغوية وآثرية، معلش أنا كنت عنيف في ردي على فضيلة المفتي مع احترامي الكبير له».
وعن التحنيط، قال حواس أن التحنيط لم يتم اكتشافه مرة واحدة بل تطور من الأسرة الأولى التي كانت تحنط الجزء السفلي وتضع قناعا على الجزء العلوي حتى الأسرة الـ18 التي وصلت للتحنيط الكامل.
وختم تعليقه «فضيلة المفتي بيتكلم من غير أدلة وأنا بحترمه جداً وبحبه وبقوله أنا أضرب ليك تعظيم سلام لما تفتي في الدين لكن تفتي في الآثار مينفعش».
تعود التفاصيل القضية، حين قال مفتي الجمهورية السابق، على إمكانية أن يكون سيدنا إدريس هو من علم المصريين بناء الأهرامات، قائلاً: «هناك قرائن تساعد على هذا التصور، من ضمنها أن بناء أبو الهول سابق على بناء الأهرامات».
وأضاف، أن أبو الهول على خلاف ما قدسوا القدماء، إذ كانوا يُصورون مقدساتهم على صورة طائر أو حيوان، أما أبو الهول فقد صُمم برأس إنسان وجسد أسد، والأسد معروف عنه القوة، والنزاهة، وكل هذا الكلام يدل على معرفة القدماء بالحيوان قبل تصويره حتى يأتي رمز لهرمس الهرامسة بهذا الوجه الإنساني، إذن فهو إنسان، ورأس الإنسان يشير أنه عاقل، مفكر، لديه منطق وترتيب، عنده علم وتراكم معرفي، مضيفًا «عمرنا ما شفنا حيوان عمَّر الأرض».
وتابع، أنه إذا قلنا أنه يرمز إلى إدريس ببناء الأهرامات إذًا هذا اعتراف منهم بالجميل لمن علمهم هذا البناء، وهذا موجود كقراءة للأحداث التي تمت في أزمنة بعيدة جدًا، وما نقوله ليس فيه انتقاصًا لاحد ولا تأويل لشيء باطل، ويجوز أن نفكر بهذه الطريقة.