على مدار أكثر من عامين شهد العالم تقلبات كثيرة خلالها منذ إعلان حالة التحوط والاحتراذى نتيجة تفشى الجائحة العالمية وما تبعها من نقص فى الانتاج وتعطل الامتدادات نتيجة لانخفاض معدلات التداول التجارى بين البلد، وكذلك نقص فى سلاسل الامداد ما ترتب عليها من أحداث.
ومع حالة العودة القوية للدول فإن ذلك تطلب مزيدًا من الانتاج لتلبية احتياجات الدول خاصة مع تزايد الطلبات فى ظل نقص وشح فى المعروض نظرًا لحالة الإغلاق العديد من خطوط الانتاج، وتحكم بعض الدول فى توجيه بوصلتها.
لن يتوقع العالم وصول حد الاحتدام بين روسيا وأوكرانيا لهذا الحد وهو الدخول فى حرب ساخنة مما أثر على منتجات المواد الخام للعديد من السلع الاقتصادية والاستراتيجية للعديد من الدول، وهو ما جعل الدول الغربية عاكفة على فرض عقوبات اقتصادية على روسيا وتزويد أوكرانيا بالعتاد.
وبعد أن تم فرض عقوبات على روسيا من قبل حلف الناتو، قامت روسيا بالبحث على مجموعة من البدائل لتوفير طرق بديلة تعادل ما تم فقده من الدول الغربية والتى تعتمد بشكل أساسى على مشتقات البترول الروسية.
وفى ذات السياق تتحكم كل من روسيا وأوكرانيا فى ما يقرب من 30% من انتاج القمح وكذلك ما يزيد على 60% من انتاج الحديد الخام، وبالتالى تاثرت تلك المنتجات بالحرب الحالية وارتفع سعر الطن لما يعادل 100%.
ولعل الحرب التى شنتها الدول الغربية والأوربية على روسيا حجمت من اقتصادها فى الفترة الاخيرة وهذا جعلها تتجه بأنظارها إلى الدول العربية والإفريقية لتصبح حليفًا اقتصاديًا لها، فى ظل زيادة الصادرات بينها وبين هذه البلاد.
ووفقًا لذلك اتخذ البنك المركزى الروسى قرارًا باعتماد 9 عملات رسمية قابلة للتداول منها الجنيه المصرى والدينار القطرى، وهذا يؤكد أن التعامل بين مصر وروسيا سيصبح بالعملة المحلية للبلدين وهذا ما يقلل البحث على الدولار فى العمليات الاستيرادية، خاصة وأن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ نحو ما يقرب من 6مليارات دولار فى 2022.
على الصعيد ذاته يدرس بنك الشعب الصينى اعتماد الجنيه المصرى كعملة قابلة للتداول وبهذا تزيد فجوة عدم الاعتماد على بالدولار فى العمليات الاستيرادية بين البلدين.
وبعد أن يتم الإعلان عن هذا القرار والمتوقع فى غضون أيام تصبح المعاملات بين مصر والصين وروسيا بالعملة المحلية لكل بلد وبالتالى تكون مصر حققت استفادة كبرى بربط المعاملات التصديرية بالحملات المحلية وهذا ما يشير الى أن الدولار لن يكون العملة صاحبة الريادة الأولى وهذا ما يؤكد على استعادة قوة الجنيه شيئاً فشيئًا تجاه الدولار، بعد أن يتم استيراد للمواد الخام من روسيا بالروبل والمنتجات الصينية باليوان، كما أنه من المتوقع أن تدرس الهند أيضا اعتماد الجنيه ضمن العملات القابلة للتداول، مما يشير إلى أن مصر ستدخل فى تحالف اقتصادى هو الأقوى فى الفترة الحالية.