حالة من الغموض حول مصير الزعيم الكوري الشمالي " كيم جونج أون "


السبت 25 ابريل 2020 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

حالة من الغموض تكتنف مصير زعيم كوريا الشمالية ، كيم جونج أون، فبالرغم من التسريبات التي أعلنت عنها الولايات المتحدة قبل أيام بأن صحة الرئيس الأكثر إثارة للجدل في العالم تتعرض لخطر حقيقي، إلا أن النظام الحاكم في الشمال الكوري رفض التعليق على ذلك، مكررًا عبارات وكلمات وخطبا كانت قد صدرت من كيم سابقًا.

لكن يبدو أنه "لا يوجد دخان بدون نار"، كما يقول المثل العربي، وهي حقيقة تؤكدها أن الزعيم كيم صاحب الـ 36 عامًا قد دخل لإجراء عملية جراحية في القلب والأوعية الدموية منذ أيام، لم يخرج بعدها إلى العلن في أي مناسبة رسمية أو غير رسمية، ما رجح شائعات وفاته، خصوصًا بعدما نشرته رويترز صباح اليوم، بأن الصين الحليف الأكبر لبيونج يانج قد أرسلت فريقًا طبيًا من الخبراء لتقديم المشورة بشأن الزعيم الكوري الشمالي حسبما قال ثلاثة أشخاص مطلعون على الوضع.

وهي المهمة التي قالت عنها رويترز، نقلا عن مصادرها، إن "وفدًا برئاسة عضو كبير في إدارة الاتصال الدولي بالحزب الشيوعي الصيني غادر بكين إلى كوريا الشمالية يوم الخميس"، مضيفة أن "هذه الإدارة هي الهيئة الصينية الرئيسية التي تتعامل مع كوريا الشمالية المجاورة"، وأن تلك الرحلة غير معروف تفاصيلها أو ما الذي تمثله فيما يتعلق بصحة كيم.

في حين ذهب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك بوست" New York post الأمريكية، اليوم السبت، أيضًا، إلى أن كيم جونج أون غادر العاصمة كوريا بيونج يانج إلى مكان مجهول، كما نقلت الصحيفة فيديو للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وهو يشكك في الادعاءات التي تقول إن (كيم) في حالة صحية حرجة، حيث قال "أتمنى أنه بخير، وأعتقد بأنه تقرير مزيف"، حيث كان ترامب قد التقى كيم عامي 2018 و2019 في محاولة لإقناعه بالتخلي عن أسلحته النووية.

وانطلقت تلك التكهنات الأمريكية منذ 15 أبريل الجاري، عندما تغيب كيم عن مراسم إحياء ذكرى ميلاد مؤسس كوريا الشمالية جده كيم إيل سونج، والتي جاءت بعد أيام من إجرائه العملية الجراحية، في حين أن آخر اجتماع حكومي حضره قبل العملية بأربعة أيام تم فيه تصعيد شقيقته الصغرى كيم يو يونج عضوا مناوبا في المكتب السياسي لحزب العمال الكوري الشمالي.

في الوقت نفسه، نقل موقع (ديلي إن.كيه) الإلكتروني، الذي يديره منشقون كوريون شماليون في الأغلب، عن مصادر داخل كوريا الشمالية قولها، إن كيم يتعافى في فيلا بمقاطعة هيانجسان التي تقع على الساحل الشرقي للبلاد بعدما خضع لإجراء طبي في مستشفى هناك يوم 12 أبريل، وأن أسباب تدهور صحته في الشهور القليلة الماضية هي التدخين بشراهة والبدانة والإفراط في العمل، وأنه يعاني من مشاكل في القلب والأوعية الدموية منذ أغسطس، لكن الأمر تفاقم بعد زياراته المتكررة لجبل بايكتو.

وهناك ما يدحض كل ذلك إذا نظرنا إلى الشائعات التي لا أساس لها حول أمراض قادة هذا البلد، والتي كانت ثابتة منذ إنشاء جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية منذ عام 1948، فعلى مدار تلك السنوات، كان يقال إن كيم إيل سونغ يعاني من ورم في المخ بسبب كتلة غريبة في رأسه، والذي كان في الواقع بسبب سوء التغذية أثناء طفولته، في عام 2014، أخفى كيم جونج أون نفسه لمدة شهر ونصف ليعاود الظهور، مع عدم تقديم أي توضيح على الإطلاق عن الحالة التي عانى منها، واعتقد بعض الخبراء وقتها أنه ربما عانى من هجمات النقرس المكثفة، على الرغم من أن المخابرات الكورية الجنوبية نسبت هذا إلى كيس دهني في القدم، وذلك وفقًا لـ"العربية نت".

لكن مشاكل القلب عادة ما تهاجم تلك العائلة التي تحكم كوريا الشمالية على مدار سبعة عقود، فقد توفي كيم يونج إيل والد الزعيم الحالي، بنوبة قلبية في عام 2011، وقد يكون لكل من الصين وكوريا الجنوبية مصلحة في الحفاظ على الهدوء في سيناريو لا أحد مستعد له، والآن أقل من أي وقت مضى.

وما يشاع ويدور يؤكد أن ثمة تغييرا قريبا قد يحدث في هرم السلطة بكوريا الشمالية، وهو التغيير الذي يكتنفه الغموض حتى الآن في ظل عدم وجود "وريث ذكر" يستطيع أن يخلف الزعيم كيم جونج أون في الحكم، وفقًا لما جرت عليه العادة خلال السنوات الماضية، وهو ما جعل "العربية نت" تتنبأ بفراغ في السلطة قد يفرض سيناريو هو الأخطر في تاريخ البلاد، متوقعة اقتتالا محتملا بين كبار المسئولين بالدولة الذين سيتولون زمام الأمور، لأن ذلك سيؤدي إلى إغراء بعض الأفراد أو الفصائل للاستيلاء على السلطة، مما يفضي إلى اقتتال محتمل وربما عنيف من أجل القيادة، ومن المستحيل التكهن بما قد تكون عليه النتيجة، وما هو الاتجاه الذي قد تتخذه كوريا الشمالية وفقًا لذلك.

لكنها أضافت، أنه ستكون هناك مُنافسة طويلة وربما عنيفة على السيادة في بيونج يانج ستخلق بلا شك توتراً هائلاً في بقية البلاد، نظرًا للمستوى الذي يتم فيه التحكم بالدولة من المركز، مستبعدة عمليًا حدوث تمرد شعبي للإطاحة بالنظام وشكله الحالي، مضيفة أن النظام أحكم قبضته للغاية لدرجة أنه لا توجد إمكانية لتنظيم معارضة داخلية دون أن يتم الكشف عنها وتفكيكها على الفور، وأنه حتى في حالة الانهيار، فإن احتمال ظهور حركة ناجحة يكاد يكون معدومًا.

وتصعيد شقيقته الصغرى كيم يو يونج لعضوية المكتب السياسي لحزب العمال الحاكم، جعل البعض يرشحها لخلافته في ظل عدم وجود أشقاء ذكور على قيد الحياة للزعيم الكوري، حيث كان آخرهم أخاه غير الشقيق كيم يونغ نام، الذي كان الخيار الواقعي الوحيد نسبيًا في تعاقب الأسرة، الذي مات مسمومًا في مطار كوالالمبور، كما أنه ليس لديه أبناء ذكور فلديه ابنة واحدة هي كيم جو إيه، وتبلغ من العمر 7 سنوات فقط، وهي احتمالات ضعيفة لأن المجتمع الكوري الشمالي المحافظ من الصعب أن يوافق على أن تقوده امرأة.