الولايات المتحدة تدشن مقاتلة شبحية جديدة "بي-21"


السبت 03 ديسمبر 2022 | 08:03 مساءً
مقاتلة بي-21
مقاتلة بي-21
أ ش أ

دشنت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم /السبت/ مقاتلتها الاستراتيجية الشبحية الأعلى تطورا "بي – 21"K وجرى الإطلاق في مراسم جرت قبل قليل في قاعدة بالمادلى الجوية بولاية كاليفورنيا وبحضور وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة الأمريكية ومسئولي البنتاجون وكبار المشرعين.

وقال كاثى واردن الرئيس التنفيذي لمؤسسة نورثروب جرومان الأمريكية للصناعات الدفاعية الجوية إنه فخور بأن تكون مؤسسته هي التي طورت تلك الطائرة المقاتلة التي لا مثيل لها في العالم وأنها تجسد عظمة التكنولوجيا الدفاعية الأمريكية.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الطائرة الاستراتيجية الشبحية الجديدة "بي – 21" ستكون قوة إضافية لقدرة الردع الدفاعي للولايات المتحدة لعقود قادمة، وأنها تقدم فصلا جديدا في كتاب التفوق والسيادة الجوية للولايات المتحدة في أجواء العالم... إنها سلاح ردع يدعونا للافتخار جميعا... وإنني أقدم الشكر لكل الفنيين والخبراء والعمال و المهندسين ممن شاركوا في تطوير تلك المقاتلة الفريدة الطراز... ".

وفي تقرير حصري حول المقاتلة الأمريكية الشبحية الجديدة، قال موقع (دفينس وب) الأمريكي المتخصص في الشأن العسكري والدفاعي أن كلفة إنتاج "بي – 21" التقديرية كانت في العام الماضي عند مستوى 203 ملايين دولار أمريكي، إلا أن اعتبارات التضخم الراهن في الولايات المتحدة قد رفعت من قيمة كلفة إنتاج المقاتلة الشبحية الجديدة إلى 692 مليون دولار أمريكي شاملة أسعار الخدمة والتعديل والمعايرة وتدريب الطواقم والمعدات المعاونة.

وقال خبراء دفاعيون إن دخول المقاتلة الشبحية الجديدة "بي – 21" في خدمة السلاح الجوي الأمريكي سيعزز قدرته الاستراتيجية على تنفيذ المهام الاختراقية الصعبة في أجواء أعداء الولايات المتحدة بصورة يصعب اكتشافها، وسيفتح بابا جديدا لعمليات المقاتلات القاذفة ذات الطابع الاستراتيجي في مسارح عمليات خطرة كمسرح العمليات الروسي الأوكراني ومسرح تايوان حيث عمليات بحر الصين الجنوبي، وأنه من ثم جاء تدشين القاذفة الاستراتيجية الأمريكية ذات القدرات الشبحية في توقيت مناسب للغاية فضلا عما تمثله من قدرة إضافية لما تتمتع به الولايات المتحدة الأمريكية من ردع عام على المستوى الدفاعي.

ويؤكد مسئولون في سلاح الجو الأمريكي – رفضوا التعريف بهم – في تصريحات خاصة للدورية الأمريكية أن المقاتلة "بي – 21" ستكون العمود الفقري الأهم في معارك المستقبل الجو فضائية في الأعوام الخمسين القادمة على الأقل بما لها من قدرة على حمل الأسلحة التقليدية والنووية، فضلا عن تكاملها العملياتي في مسارح القتال الجو – فضائي المستقبلية مع المقاتلة الأقوى – إف 35 – لتشكلا معا جيلا جديدا من نظم القتال الجوي عالية التقنية، وتتميز " بى – 21 " بشكلها الوطواطي الهجومي للأجنحة وتتميز من حيث التصميم بعدم و جود " مجموعة ذيل " وبصغر بدن المقاتلة بما يجعلها عصية على أنشطة الرصد والكشف والتتبع الراداري.

وستحل المقاتلة "بي – 21" في نسختها الجديدة الأكثر تطورا محل المقاتلة "بي – 2 سبيريت " التي تمثل الجيل الأول من الطرازات الشبحية القاذفة والتي طورتها مؤسسة نورثروب جرومان الأمريكية ودشنتها في نوفمبر 1988 وينوي سلاح الجو الأمريكي إحالة 100 مقاتلة منها للتقاعد بحلول العام 2030، وهو التقاعد الذي سبقته إليها طائرات "بي – 52" التي ذاع صيتها إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي برغم أنها لم تكن ذات طراز شبحي.

وفي العام 2018 بدأ العمل على تطوير وتصميم المقاتلة الشبحية الجديدة "بي – 21" في مركز للتصنيع والتطوير تصل مساحته إلى 95 ألف قدم مربع، وقال الخبراء كذلك إن المقاتلة الجديدة تعمل بمحرك من إنتاج مؤسسة برات اند ويتني الأمريكية التي تعاون مع مؤسسات GKN Aerosystems و Janicki و Collins Aerospace من العام 2015 لتطوير محرك متميز للمقاتلة الأمريكية الجديدة يقول عنه الخبراء إنه أحد الأسرار الاستراتيجية الدفاعية للولايات المتحدة ، فضلا عن عمليات الطلاء المبتكرة بطلاءات الإخفاء الراداري لبدن الطائرة وهو الآخر يعد من أسرار الأمن الدفاعي القومي للولايات المتحدة بحسب خبراء الدفاع .

ولا يزال خبراء التطوير في مؤسسة نورثروب جرومان الأمريكية المنتجة للمقاتلة الجديدة "بي – 21 " يحيطون تفاصيلها الفنية بسرية شديدة نظرا لكونها سلاح استراتيجي هام، كذلك تحاشى وزير الدفاع الأمريكي لدى تدشينه المقاتلة الجديدة الخوض في تفاصيلها الفنية مكتفيا بالإشارات العامة لقدراتها الردعية، لكن الخبراء يقولون إن من أهم ما يميزها هو القدرة على تنفيذ المهام طويلة المدى "في وثبة واحدة" دونما الحاجة إلى الهبوط في أرض مسرح العمليات نظرا للتجهيزات الفنية المحكمة لها والقدرة على الهروب من أنظمة الكشف والتتبع الراداري حيث الأجواء ستكون مفتوحة أمامها بأمان كامل كأول نسخة مقاتلة من مقاتلات الجيل السادس في الحروب الجو فضائية.

كما قال مسئولون في المؤسسة المنتجة لها أن عمليات تجريب واختبار مكثفة قد جرت على المقاتلة الجديدة قبل إطلاقها وأن اختبارات الكفاءة النيرانية والقدرة التسللية لم تسجل بها أية أوجه تستوجب المراجعة، كذلك خاضت المقاتلة الجديدة كافة الاختبارات اللازمة للعمل في مختلف الأجواء والارتفاعات مع الحفاظ على المرمى النيراني المؤثر لها وفي قدرتها على توجيه النيران بدقة لمواطن الإصابة القاتلة للعدو.