سوق الألعاب الالكترونية مستقبل الاستثمار .. والسعودية على خطى الكبار

شهدت الألعاب الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة، وبالتحديد منذ تفشي جائحة فيروس كورونا، زخمًا غير مسبوق جعلها قطاعًا جاذبًا ومغريًا للعديد من المستثمرين بأنحاء العالم، وسوقا رائجا لاستثمار مليارات الدولارات.

سوق الألعاب الإلكترونية حقق طفرة كبيرة مؤخرا، جعل العديد من الدول تتجه نحو ضخ استثمارات كبيرة، لاسيما في ظل عوائدها المرتفعة، والتي نستعرضها بشئ من التفصيل في السطور التالية:-

إيرادات ضخمة لسوق الألعاب الإلكترونية

السوق الآسيوي حقق إيرادات ضخمة في مجال الألعاب الإلكترونية، حيث استحوذ على نسبة 50% من إيرادات هذا السوق، بينما جاءت الولايات المتحدة في المركز الثاني بأكثر من 244 مليون لاعب بإيرادات بلغت 37 مليار دولار، وفقا للإحصائيات، في الوقت الذي من المتوقع أن ترتفع تلك الأرقام إلى 3.07 مليار لاعب بإيرادات تقدر بنحو 189.3 مليار دولار بحلول عام 2023.

الألعاب الإلكترونية

الصين أكثر الدول استثمارا

تعد الصين أكبر دولة في صناعة الألعاب الإلكترونية بالعالم ، إذ يبلغ حجم السوق فيها 24.3 ملياراً، تليها الولايات المتحدة 23.6 ملياراً، فاليابان 12.4 ملياراً.

ووفقا لدراسة صدرت عن «منظمة برمجيات الترفيه» Entertainment Software Association ESA، فإن معدل نمو أرباح قطاع الألعاب الإلكترونية ينمو أربع مرات أسرع من اقتصاد الولايات المتحدة.

وبشئ من التعمق، كشفت دراسة لمؤسسة «نيو زوو» العالمية المتخصصة في دراسات الألعاب الإلكترونية، عن أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ تصدرت الهرم، حيث بلغت حصتها من الإنفاق الاستهلاكي العالمي 64%.

 وأرجعت الدراسة سبب ذلك إلى «حجم الإنفاق الهائل في الصين والولايات المتحدة الأمريكية واليابان، موضحة أن «الإنفاق على ألعاب الهاتف المحمول ارتفع بنسبة 7.3% ليتجاوز 93 مليار دولار في عام 2021، حيث شكلت الألعاب المحمولة 52% من إنفاق اللاعبين في جميع أنحاء العالم العام الماضي».

يأتي ذلك في حين كشف تقرير شركة أكسينشر الأمريكية والصادر في أبريل 2021 عن أن «صناعة الألعاب الإلكترونية (سواء ألعاب الفيديو أو الهاتف)، تزيد قيمتها على 300 مليار دولار على مستوى العالم، بينما قدرت شركة نيلسن لأبحاث السوق نصيب ألعاب الفيديو من هذه الصناعة بحوالي 140 مليار دولار في عام 2020، محققة بذلك نمواً سنوياً قدره 12%».

الألعاب الإلكترونية

6.3 مليار دولار للألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط

ومع النمو الكبير الذي يشهده سوق الألعاء الإلكترونية مؤخرا، كشف تقرير لـ” نيوزوو” المتخصصة في معلومات أسواق الألعاب، والصادر في نوفمبر 2022، عن وجود نمو ملحوظ في استخدام الألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ووصلت قيمة سوق الشرق الأوسط، خلال العام الماضي، 6.3 مليار دولار، منها 820 مليون دولار في دول مجلس التعاون الخليجي، في نمو كبيرا وواضح لهذا السوق الواعد.

واستحوذ سوق الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على 3% من إيرادات السوق العالمية للألعاب الإلكترونية في منتصف عام 2020، بمعدل نمو 14.5% سنويا لتصل قيمة إيرادتها 5.4 مليار دولار، بإجمالي حوالي 377 مليون لاعب.

 كما شهد سوق ألعاب الهاتف المحمول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموا بلغ 25% في نفس العام. 

الألعاب الإلكترونية

مصر والسعودية والإمارات في الصدارة

التقرير استعرض أحدث البيانات، والتي كشفت عن أن بلدان السعودية ومصر والإمارات تعد الأهم في هذا المجال بالشرق الأوسط.

وأظهرت التقديرات أن قيمة سوق الألعاب ستصل في البلدان الثلاث إلى 3.14 مليار دولار في عام 2025، مقارنة بـ1.76 مليار دولار العام الماضي، في الوقت الذي من المتوقع أن يصل عدد ممارسي الألعاب الإلكترونية فيها إلى 85.76 مليون شخص في 2025، مقارنة بـ 5.32 مليون عام 2021.

وكشفت بيانات “نيوزوو” عن أن السعوديين تصدروا شعوب المنطقة في الإنفاق على الألعاب الإلكترونية، خلال العام الماضي، بقيمة بلغت 1.09 مليار دولار، بما يقرب من 20% من إجمالي الإنفاق البالغ 5.4 مليار دولار، في الوقت الذي حل المصريون في المرتبة الثانية بـ350 مليون دولار، ثم الإماراتيون بـ340 مليون دولار، والكويتيون بـ145 مليون دولار.

الألعاب الإلكترونية

السعودية تقتحم السوق بقوة

في خضم النمو المتزايد لهذا السوق، توجهت المملكة العربية السعودية مؤخرا إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في سوق الألعاب الإلكترونية.

الاستثمارات السعودية لم تكن فقط على المستوى المحلي، بل في شراكات مختلفة مع شركات عالمية، حيث سجل عدد ممارسي الألعاب الإلكترونية بالسعودية خلال العام الماضي 3 ملايين لاعب، في نمو كبير وواضح.

وبحسب نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الاعمال في بنك التنمية الاجتماعية، سلطان الحميدي، في تصريحات خاصة لقناة “العربية”، فقد بلغت القيمة السوقية لقطاع الألعاب الإلكترونية في المملكة ما يقرب من مليار دولار.

يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت تقارير أن المملكة السعودية تسعى إلى ضخ استثمارات بقيمة 37.7 مليار دولار، من خلال مجموعة “سافي“، بقطاع الألعاب الإلكترونية حتى العام المقبل. كما تستهدف أن يساهم قطاع الألعاب الإلكترونية بـ50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، وذلك وفقًا لاستراتيجية هذا القطاع، التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، منتصف سبتمبر الماضي.

وضمن خطة المملكة للتوسع في هذا السوق، استحوذ الصندوق السيادي السعودي، يونيو الماضي، على 100 مليون سهم بالشركة السويدية ”إمبريسر” لألعاب الالكترونية، وكذلك قام بشراء حصة 5% من أسهم شركات ألعاب الفيديو اليابانية Nintendo في مايو الماضي، وقسم الرياضيات الإلكترونية في “مودرن تايم جروب” بقيمة 1.05 مليار دولار.