اختلفت الحُقب الزمنية، ومعها تغير شكل الكرات المستخدمة في كأس العالم منذ انطلاق البطولة في نسخته الأولى عام 1930، بداية من تصنيعها من جلد الحيوانات إلى أحدث التقنيات عن طريق الشحن بالكهرباء، حيث خضعت كرة المونديال للعديد من التعديلات، والتي ازدات هذه التغيرات مع بدء شركة أديداس تصنيع الكرة خلال مونديال المكسيك عام 1970.
وفي بداية الأمر عام 1930، كانت الكرة تصُنع من جلد الحيوانات، لكن كانت الكرة تعاني من ثقل الوزن خاصة مع سقوط الأمطار، وبدأت الشركة المصنعة أديداس تفادى هذا الأمر من خلال صنع كرة أقل وزنًا وأكثر سرعة.
ويختار اسم الكرة وألوانها في نسخ كأس العالم على حسب البلد التي تسضيف البطولة، وتخضع لعدد من الاختبارات من أجل التأكد من مطابقتها للمواصفات المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
ووضع الاتحاد الدولي «فيفا»، معايير محددة وهي أن تلعب بطولات كأس العالم بكرة واحدة، وجاء هذا القرار بعد الواقعة التي حدثت في أُولى نُسخ المونديال بالأوروغواي عام 1930، عندما لعبت الأرجنتين والأوروغواي النهائي بكرتين مختلفتين، والذي تقدم فيها المنتخب الأرجنتيني بهدفين مقابل هدف من خلال كرتهم «تيينتو»، ولكن اختلف الوضع في الشوط الثاني، عندما لعب منتخب الأوروغواي بكرته الكبيرة في الحجم، واستطاع أن يعدل النتيجة من هدفين مقابل هدف إلى أربعة أهداف مقابل هدفين.
وفي السطور التالية نرصد لكم أسماء الكرات التي استخدمت في بطولة كأس العالم منذ بدء شركة اديداس بتصنيعها.
المكسيك (1970): «تيلستار»
تعتبر أُولى الكرات التي اطلقتها شركة Adidas في المكسيك، وحملت اسم «تيلستار»، ويرمز إلى قمر اصطناعي أُطلق عام 1962. وتألفت الكرة من 32 قطعة جلدية، باللونين الأبيض والأسود.
ألمانيا الغربية (1974): «تيلستار دورلاست»
وظهرت الكرة خلال مونديال المكسيك في قمة الروعة، لذلك تم استخدامها في النسخة 1974 ولكن مع بعض التعديلات السيطة وتم تسميتها «تيلستار دورلاست».
الأرجنتين (1978): «تانجو»
وترمز هذه الكرة إلى الرقصة الأرجنتينية الشهيرة «تانجو»، وتكوّنت من عشرين قطعة سداسية، مع تصميم يخلق انطباعاً من 12 دائرة.
إسبانيا (1982): «تانغو إسبانيا»
بعدما حقَّقت كرة «تانجو» مبيعات عالية، قرَّرت شركة Adidas إضافة تعديلات على الكرة، وأطلقت عليها اسم «تانغو إسبانيا».
المكسيك (1986): «أزتيكا مكسيكو»
صنعت شركة Adidas كرة اصطناعية، ولغت استخدام الجلدَ الطبيعي بالكامل، فأصبحت أول كرة تتم خياطتها باليد، وأُطلق عليها اسم «أزتيكا» وظهر تصميمها على شكل مثلثات من فن الأزتيك المعماري.
إيطاليا (1990): «إتروسكو أونيكو»
تعتبر أول كرة بطبقة داخلية من البولي يوريثين السوداء، وجاء الاسم والتصميم من تاريخ إيطاليا القديم والفنون الجميلة للحضارة الإتروسكانية.
الولايات المتحدة (1994): «كويسترا»
اسم كويسترا يرمز لكمة قديمة، وتعني «البحث عن النجوم»، وحازت على شهرة كبيرة، وتميز تصميمها بوحي من السفر عبر الفضاء.
فرنسا (1998): «تريكولور»
ومن هنا بدأت فكرة تعدد الألوان للكرة مع انطلاق كأس العالم بفرنسا، حيث تميزت الـ «تريكولور» باستخدام 3 ألوان تتماشى مع ألوان علم فرنسا، والديك هو الرمز التقليدي.
كوريا الجنوبية واليابان (2002): «فيفيرنوفا»
تخلّت Adidas عن نموذج «تانجو» لتقدّم كرة بيضاء بسيطة مع أنماط مثلثة بالألوان الخضراء والذهبية والحمراء، وانتُقدت «فيفيرنوفا» بسبب خفتها، لكن نتج منها أهداف رائعة خلال البطولة.
ألمانيا (2006): «تيمغايست»
تصميم هذه الكرة جاء عبر فريقي «أديداس» و«مولتن»، وصنعتها شركة «أديداس»، وطُبع في كل مباراة على الكرة تاريخ المباراة، وأسماء المنتخبين والملعب، وخصصت كرة خاصة للنهائي باسم «تيمغايست برلين» الذهبية بين إيطاليا وفرنسا.
جنوب أفريقيا (2010): «جابولاني»
هذه الكرة من أكثر الكرات التي أثارت الجدل في بطولات كأس العالم، لأنها بحسب حارس تشيلي كلاوديو برافو، صُنعت من أجل تعقيد مهمة حراس المرمى، وصُنعت الكرة من 8 قطع مصبوبة، ولها سطح محكم مصمَّم لتحسين الانسيابية الهوائية.
البرازيل (2014): «برازوكا»
أول كرة قدمتها شركة Adidas في تاريخ المونديال تتم تسميتها من جانب الجمهور، ورمزت إلى الفخر الوطني ونمط الحياة البرازيلية. تمت تجربتها من جانب 600 لاعب من بين الأفضل في العالم.
روسيا (2018): «تيلستار 18»
بعد أن أطلقت Adidas أُولى كراتها تحت اسم «تيلستار»، أعادت استخدام الاسم مع إضافة الرقم 18، واعتُمد فيها اللون الأبيض، مع لوحات مستطيلة باللونين الأسود والرمادي، وزُوّدت بشريحة للتواصل على المدى القريب، وتعبتر أول مرة في تاريخ كرة المونديال.
قطر (2022): «الرحلة»
صُنعت «الرحلة» لأول مرة من الأحبار والمواد اللاصقة القائمة من الماء، وأخذت اسم الرحلة لأنها تتسم بقدرتها على التنقل في الهواء أسرعَ من أي كرة أخرى.
ووفقًا لشركة أديداس لُقبت بالرحلة لأنها مستوحاة من ثقافة قطر وعمارتها وقواربها، بالإضافة إلى عَلَمها الوطني، فضلًا عن أنها أُولى الكرات المخصصة لكأس العالم في الوطن العربي.
وتقول شركة أديداس إن «الرحلة» كرة ذكية، حيث تحمل في وسطها جهاز استشعار معلق بنظام ابتكرته الشركة المصنعة، ويرسل هذا المستشعر بيانات عن الكرة، مثل سرعتها وطريقة تغيير اتجاهاتها، مما يعطي مؤشرات دقيقة عن أدائها.
كما يساعد هذا المستشعر في ضبط آلية التسلل الجديدة، التي تعتمد على تعقب الأجسام المتحركة باستمرار، بما يضمن دقة تتبع اللاعبين والكرة في الوقت ذاته، وكشف حالات التسلل التي قد تثير الجدل.
ويعمل المستشعر ببطارية صغيرة، شبيهة بتلك المستخدمة في الهواتف الذكية، يتم شحنها قبل المباراة، ويمكن أن تدوم لمدة 6 ساعات من الاستخدام النشط، كما تحتفظ البطارية بالطاقة حتى 18 يوما إن لم تستخدم في المباريات.