" كورونا " يصيب الأسهم العالمية بخسائر تاريخية

شهدت سوق الأسهم العالمية، خسائر تاريخية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 2020، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وسط عمليات بيع مكثفة.

وحقق مؤشر داو جونز الصناعي، ومؤشر فوتسي في لندن، أكبر انخفاضات فصلية منذ عام 1987، حيث شهدا انخفاضًا بنسبة 23 في المئة و25 في المئة على الترتيب، كما خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نسبة 20 في المائة خلال الربع الأول، وهو الأسوأ له منذ عام 2008.

وجاءت التراجعات في وقت أمرت فيه السلطات بوقف معظم الأنشطة الاقتصادية في محاولة لإبطاء انتشار الوباء.

من جانبهم، حذر خبراء بمجال الاقتصاد، من أن الضربة التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي ستكون على الأرجح أسوأ من الأزمة المالية العالمية، وتوقع خبراء مؤسسة "آي إتش إس ماركيت" أن ينكمش النمو بنسبة 2.8 في المائة هذا العام، مقارنة بانخفاض بلغ 1.7 في المائة عام 2009.

وتتوقع مؤسسة "آي إتش إس ماركيت" تراجع النمو في الصين إلى 2%، في حين قد تشهد بريطانيا انخفاضًا في النمو بنسبة 4.5%، والتوقعات أسوأ لبلدان مثل إيطاليا وغيرها من الدول ذات الاقتصادات الأقل تطورًا.

وأكدت كريستينا جورجيفا، رئيسة صندوق النقد الدولي، أن الصندوق قلق للغاية بشأن التوقعات السلبية للنمو العالمي في عام 2020، خاصة بشأن الضغط الذي سيتركه الانكماش الاقتصادي على الأسواق الناشئة والدول ذات الدخل المنخفض.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، أشارت إحدى تحليلات البنك المركزي، إلى أن معدل البطالة قد يرتفع إلى أكثر من 32%، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مع فقدان أكثر من 47 مليون شخص وظائفهم.

وعلى الصعيد العالمي، لا تزال العديد من مؤشرات الأسهم متراجعة بأكثر من 20%، عما كانت عليه في بداية العام، وأدى التراجع الحاد في أسعار النفط، بسبب انخفاض الطلب وحرب الأسعار بين المنتجين، إلى تفاقم المشاكل في أسواق المال، وتعهدت الحكومات بحزم إنقاذ مالي ضخمة، وهو ما ساعد على ارتفاع أسعار الأسهم في الأيام القليلة الماضية.