حذرت وكالة البيئة الأوروبية، اليوم الأربعاء، من فتك الموجهات الحارة بأوروبا، قائلة إن 90 ألف أوروبي قد يموتون سنويا نهاية القرن الحالي، في أكبر تهديد صحي مرتبط بالمناخ، في حال عدم بذل الجهود اللازمة لتدارك الوضع، وهو التحذير الذي يأتي تزامنا مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ كوب 27 في شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر.
وقالت الوكالة: "من دون بذل جهود التكيف، وفي إطار سيناريو احترار عالمي بواقع 3 درجات مئوية بحلول عام 2100، قد يفقد 90 ألف أوروبي حياتهم سنويا بسبب موجات الحر"، وفقا لـ "سكاي نيوز".
واستندت الوكالة الأوروبية إلى دراسة نشرت نتائجها عام 2020، تخلص إلى أنه "مع حصر الاحترار بدرجة مئوية ونصف درجة، وفق مخرجات اتفاق باريس، فإن هذا العدد سيتراجع إلى 30 ألف وفاة سنويا".
وبين عامي 1980 و2020، توفي حوالي 129 ألف أوروبي بسبب الحر، وفق الأرقام المتوافرة، مع تسارع كبير في هذه الوتيرة خلال السنوات الأخيرة.
وأوضحت وكالة البيئة الأوروبية إلى أن تضافر عوامل عدة بينها موجات الحر الأكثر تواترا وشيخوخة السكان المتزايدة وتسارع التنمية الحضرية، جعل الأوروبيين أكثر عرضة لتبعات الارتفاع في درجات الحرارة، خصوصا في جنوب القارة.
ويوم الإثنين، أعلن المكتب الأوروبي في منظمة الصحة العالمية أن ما لا يقل عن 15 ألف وفاة في أوروبا ترتبط مباشرة بموجات الحر الخطرة التي سُجلت في صيف 2022.
لا يقتصر الأمر على ارتفاع درجات الحرارة فقط، إذ أن التغير المناخي يجعل المنطقة أكثر عرضة لظهور الأمراض المعدية وتفشيها، ولفتت وكالة البيئة الأوروبية إلى أن بعض أنواع البعوض المسؤول عن نقل أمراض بينها الملاريا والضنك، باتت تعيش لفترات أطول في أوروبا.
كما أن ارتفاع درجات الحرارة يشجع على تكاثر الجراثيم في المياه، خصوصا في بحر البلطيق مع بكتيريا "فيبريو" التي يتسبب أشهر أنواعها بالكوليرا.
اعتبر تقرير الوكالة الأوروبية أن أكثرية الوفيات الناجمة عن موجات القيظ يمكن تفاديها، مضيفا "يتعين اعتماد مجموعة واسعة من الحلول، بينها خصوصا خطط عمل فعالة لمواجهة الحرارة، وانتهاج سياسات مراعية للبيئة في المدن، وتصميم وتشييد مبان ملائمة وتكييف مواقيت العمل وظروفه".