قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه يتوجب تعظيم مكة كلها، كونها تحوي الكعبة المشرفة، مشيرا إلى أن من تعظيمها ذهب العلماء إلى أنه يستحب الاغتسال قبل دخولها.
المسجد النبوي أفضل من الكعبة
وقال علي جمعة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل "فيسبوك"، إن المسجد النبوي الشريف أفضل بقعة على وجه الأرض، وأفضل مكان في الوجود، وذلك لأن المسجد النبوي الآن يحتوي على القبر الشريف الذي يضم الجسد الطاهر لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا على قول العلماء إن المسجد النبوي أفضل بقاع الأرض حتى المسجد الحرام، وحتى الكعبة المشرفة، وإنه أفضل من السماوات حتى العرش والكرسي.
وأضاف مفتي الجمهورية السابق، أن المسلم يعتقد وجوب تعظيم مكة كلها لأنها تحوي الكعبة المشرفة المسجد الحرام، قال النبي ﷺ: «إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله ﷺ فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ﷺ ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب» [رواه البخاري ومسلم].
الاغتسال قبل دخول مكة
وفيما يخص تعظيم مكة، قال : "كما أن من تعظيمهم لمكة المكرمة قالوا باستحباب الاغتسال قبل دخولها، حيث ذهب الفقهاء إلى أنه يستحب الغسل لدخول مكة لفعل النبي ﷺ فعن «ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل ثم يدخل مكة نهارا ويذكر عن النبي ﷺ أنه فعله» [رواه البيهقي في سننه الكبرى وأصله في صحيح البخاري]. وصرح الشافعية بأنه يسن الغسل لدخول مكة ولو حلالا للاتباع.."
وبالنسبة لأفضلية المسجد النبوي قال علي جمعة: "وكما إنهم يعظمون مكة والمسجد الحرام، فهم يعظمون المدينة المنورة والمسجد النبوي والروضة الشريفة، والروضة أصبحت الآن داخل المسجد النبوي، ولذا فإن المسجد النبوي الشريف أفضل بقعة على وجه الأرض، بل هو أفضل مكان في الوجود، وذلك لأن المسجد النبوي الآن يحتوي على القبر الشريف الذي يضم الجسد الطاهر للنبي ﷺ، والمكان الذي يضم جسد أعظم المخلوقات هو أفضل الأمكنة على الإطلاق، قال العلماء: إنه أفضل بقاع الأرض حتى المسجد الحرام، وحتى الكعبة المشرفة، وإنه أفضل من السماوات حتى العرش والكرسي".
وواصل الدكتور علي جمعة قائلًا: "فمن ذلك ما ذكره الإمام السبكي، حيث يقول: «أما المدفن الشريف فلا يشمله حكم المسجد، بل هو أشرف من المسجد، وأشرف من مسجد مكة (يعني بيت الله الحرام) وأشرف من كل البقاع، كما حكى القاضي عياض الإجماع على ذلك، أن الموضع الذي ضم أعضاء النبي ﷺ لا خلاف في كونه أفضل.. ثم قال: ونظم بعضهم: جزم الجميع بأن خير الأرض ما ** قد أحاط ذات المصطفى وحواها.. ونعم لقد صدقوا بساكنها علت ** كالنفس حين زكت زكا مأواها" [فتاوى السبكي، ج1 ص 278] والذي قال هذه الأبيات هو محمد بن عبد الله البسكري المغربي."
واختتم حديثه بالقول: "فهو أفضل البقاع، وهو وثاني مسجد الحرمين الشريفين، اختار موقعه رسول الله ﷺ فور وصوله إلى المدينة مهاجرًا، وشارك في بنائه بيديه الشريفتين مع أصحابه رضوان الله عليهم، وصار مقر قيادته، وقيادة الخلفاء الراشدين من بعده، ومنذ ذلك التاريخ وهو يؤدي رسالته موقعًا متميزًا للعبادة، ومدرسة للعلم والمعرفة ومنطلقًا للدعوة، وظل يتسع ويزداد، ويتبارى الملوك والأمراء والحكام في توسعته وزيادته حتى الآن."