تقرير.. «مجرى العيون» بين الماضى وأعمال تطوير بـ 4 مليارت جنيه


الخميس 16 يناير 2020 | 02:00 صباحاً

الأشقر: مساحة الأرض 90 فدان .. وأعمال التطوير تتجاوز 4 مليار جنيه

«قناطر المياة» أو سور مجرى العيون، الذي يمتد من منطقة فُم الخليج وصولًا إلى القلعة، التي تم بناءها منذ عصر السلطان الغوري في أوائل القرن الـ16 الميلادي والقرن العاشر الهجري، الأمر الذي يُثبت بناء السلطان الغوري للسور، كما أكدها بدائرة منقوشة  أعلى السور يطلق عليها إسم « رنك السلطان الأشرف أبو النصر قنصوة الغوري».

وقال المهندس باسم الأشقر، مدير عام شئون منطقة الآثار بمصر القديمة ومنطقة الفسطاط بوزارة الآثار، إن خطوات تطوير منطقة سور مجرى العيون تتضمن رؤية تخطيطية حديثة تستهدف تعظيم الاستفادة من هذه المنطقة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.

وأضاف الأشقر، لـ العقارية»، أن أعمال التطوير تهدف إلى إعادة إحياء وتوظيف الأراضي المتداعية داخل القاهرة التاريخية لتتوجه بشكل أساسي إلى إنشاء أنشطة واستخدامات بديلة تبرز دور القاهرة كمركز ثقافي حضاري سياحي، وذلك بإجمالي مساحة 90 فدان.

ولفت الأشقر، إلى أن وزارة الإسكان ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية ستتحمل تطوير المنطقة بميزانية تتجاوز 4 مليارات جنيه، بالتعاون مع شركات ومطورين عقاريين، وطرحها على عدد من المستثمرين، حث تم التواصل مع عدد من المطورين العقاريين والمستثمرين السياحيين لدراسة الملف، على أن تتولى احدى الشركات الترويج لهذه الممشروعات.

وأوضح الأشقر، أن أهم أسباب استعادة رونق سور مجرى العيون لأنه يعتبر معجزة العمارة المائية الإسلامية في مصر، وفي قطاع الأثار الإسلامية والقبطية نطلق عليه «هرم العمارة الرابع الإسلامي» حيث تمتد قصة بناءه من العصر الأيوبي عندما أسس صلاح الدين الأيوبي «القلعة» التي لم تكن منذ البداية مقرًا للحكم، لكنها كانت عبارة عن استحكام عسكري للجنود والمعدات العسكرية وكانت تتم إدارة شئون الوزارة بحي الجمالية داخل حدود القاهرة الفاطمية القديمة.

وأكد أنه تم بناء السور من منطقة مصر القديمة وصولًا إلى القلعة، إلى أن جاء عصر الناصر إبن قلاوون وأعاد ترميم السور ووضع سواقي جديدة لرفع المياه من الآبار، ويمتد السور لتظل قناطر المياة المحمولة على العقود ممتدة إلى القلعة وتُرفع بالسواقي مرة أخرى وصولًا إلى القلعة، وذلك من خلال «مجرى» يبدأ من مصر القديمة بارتفاع 18 متر وتبدأ بالانخفاض وصولًا إلى القلعة بارتفاع 3 أمتار فقط.

وأشار إلى أن الغرض من مرور المياه أعلى السور لكي يكون بعيدًا عن أي غزو قادم للقاهرة يُمكنه منع  وصول المياه لقلعة صلاح الدين، لافتًا إلى أن الأهمية الأثرية لموقع السور أنها من أوائل العواصم الموجودة في مصر، وكانت تضم مدينة القطائع ودار الإمارة العباسية في عصر الخلافة العباسية في مصر، والشواهد الأثرية الموجودة بالخلف هي مقر «لدار الإمارة» للخلفاء العباسيين.

وأوضح  الأشقر، أن التاريخ الإسلامي يضم «الخلافة العباسية إلى الخلافة الفاطمية، إلى عصر صلاح الدين»، وكل خليفة منهم يبعث الولاه الحكام للدولة لكي يكون عصر ازدهار ليحكم قبضته للبلاد.

ولفت إلى أنه من المخطط  تطوير المنطقة وعمل أنشطة ثقافية ودور عرض وحرف يدوية وصناعات متعلقة بالمنطقة الأثرية ومتاحف مفتوحة للمنطقة الممتدة خلف السور، بالإضافة إلى إعادة ترميم المنطقة والكشف عن الشواهد الأثرية الموجودة به، وإعادة تطوير المكان ليتناسب مع أهمية السور الأثرية وأهمية المنطقة التي سيتم ربطها بمنطقة الفسطاط وعين الصيرة، لأنها تمتد جنوبًا إلى مجمع الأديان ومُجمع عمرو بن العاص باعتباره أول جامع في أفريقيا ومتحف الحضارة وعين الصيرة.

وتابع: تمتد المنطقة شمالًا إلى السيدة عائشة والسيدة زينب، أي ربط العواصم الثلاثة «العسكر، والقطائع، والفسطاط» بالقاهرة، وهو بمثابة متحف مفتوح لتاريخ القاهرة الإسلامية بالكامل، خاصة أنه يضم فنون للعمارة «المدنية، والدينية، والجنائزية، وعمارة مائية» وتنوع في العصور بين أيوبي وفاطمي ومملوكي، إلى عصر محمد علي باشا، أي تاريخ ما يقرب من 800عام، وأكثر من 1000 أثر إسلامي.

ومن جانبه قال المهندس محمد الخطيب، استشاري تطوير مشروع منطقة سور مجرى العيون، إن المصدر الوحيد لوصول المياه للقلعة هو بئر يوسف أو «بئر الحلزون» وهو أعجب بئر لأن عمقه يصل إلى 90 مترًا في الصخر، ويُقال أن صلاح الدين استخدم أسرى من الفرنجة لحفر هذا البئر، باعتباره البناء الوحيد الذي تبقى من العصر الأيوبي في قلعة صلاح الدين حتى الآن.

ورغم أن صلاح الدين كان يحكم مصر من دار الوزارة بشارع الجمالية، وليس من داخل القلعة، إلا أن جاء نجله وحفيده ثم شقيقه السلطان العادل، أي «4 سلاطين أيوبيين»، وكانت القلعة في عصرهم استحكام عسكري فقط.

وكانت البداية من السلطان الكامل بأن تصبح القلعة مقر الحكم في مصر، واستمرت إلى عهد الخديو إسماعيل إلى أن نزل لقصر عابدين.