آبى أحمد يتهرب مجددا من أزمة سد النهضة ويغازل مصر والسودان


الخميس 20 يناير 2022 | 02:00 صباحاً

جدّد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مزاعمه حول فوائد سد النهضة على دول المصب كمصدر للطاقة المتجددة النظيفة –على حد قوله، مُغازلًا مصر والسودان بدعوتهما للتعاون من أجل بناء السلام والتعايش المشترك والتنمية لشعوب الدول الثلاثة ودون إضرار أي منهم بالآخر.

وفي رسالة مطولة على حسابيه الرسميين عبر فيسبوك وتويتر بعنوان (سد النهضة كموقع للتعاون)، قال آبي أحمد، الخميس، إن "إثيوبيا لديها طموح لبناء اقتصاد حديث قائم على الزراعة والتصنيع والصناعة. وهي ملتزمة بتطوير البنية التحتية الاجتماعية مع جودة التعليم والأنظمة الصحية وتوفير المياه النظيفة لشعبها. ومع ذلك، فإن مفتاح تحقيق هذه الطموحات متجذر في الطاقة بالنسبة لإثيوبيا".

وبحسب بيانه المنشور بالإنجليزية: "فأن الكهرباء هي بنية تحتية أساسية تفتقر إليها إثيوبيا، وأكثر من 53 % من المواطنين، أي حوالي 60 مليون شخص لا يستطيعون الوصول إليها. من دون الكهرباء، ما من دولة تمكنت من هزيمة الفقر، وتحقيق النمو الشامل، وتأمين حياة كريمة لمواطنيها، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المستدامة. ولهذا السبب تعتقد إثيوبيا أن مياه النيل يمكن تطويرها بشكل معقول ومنصف لصالح جميع شعوب الدول المشاطئة، دون التسبب في ضرر كبير".

واستشهد بسد النهضة باعتباره "مثالًا جيدًا على مبدأ التعاون"، مُشيرًا إلى بنائه "من خلال المساهمة الجادة لجميع مواطني إثيوبيا ويحمل فوائد متعددة لدولتي المصب، السودان ومصر، وكذلك منطقة شرق أفريقيا بشكل عام".

وأردف: "يأتي حجم كبير من المسطح المائي للنيل، ويصل إلى حوالي 85%، من مرتفعات إثيوبيا. كمورد عابر للحدود، تمر هذه المياه عبر إثيوبيا والسودان ومصر. يأتي الجانب الإثيوبي من روافد أنهار أباي وبارو وتيكيزي، فيما يأتي 15% من نهر النيل من دول أخرى على منابع النيل".

وتابع: "سد النهضة قيد الإنشاء بالقرب من الحدود مع السودان، حيث تلتقي جميع روافد نهر آباي بالجذع الرئيسي للنهر. وهذا يجعل الموقع مثاليًا لتحقيق أقصى قدر من توليد الكهرباء".

وأوضح أن الوظيفة الرئيسية لسد النهضة تتمثل في "في إدارة التدفق المتغير للغاية لنهر أباي وإنتاج 15700 جيجاوات من الكهرباء لأن الكهرباء في إثيوبيا لا تزال مصدرًا يفتقر إلى حد كبير".

وأكمل: "تتدفق كمية كبيرة من المياه (حوالي 90%) في غضون 4 أشهر من موسم الأمطار وخلال بقية العام؛ إذ يتدفق نهر أباي العظيم مثل نهر صغير".

وتابع: "السد (سد النهضة) ضروري لتنظيم هذا التدفق المتغير بتقليل الفيضانات وزيادة التدفق الجاف، وتهدف إثيوبيا من خلاله إلى تمكين وظيفة التنظيم بحيث يكون توليد الكهرباء من البنية التحتية موحدًا على مدار العام. وهذا يعني أنه لا يستهلك الماء باعتباره سدًا للطاقة الكهرومائية. لكن وبدلًا من ذلك، يستمر الماء في التدفق في اتجاه مجرى النهر دون انقطاع".

وووفقًا لبيانه، تحدّث آبي أحمد عن فوائد سد النهضة على دول المصب، زاعمًا أنه "يوفر للسودان، على سبيل المثال، حماية كافية ضد الفيضانات المدمرة وآثار نقص المياه أثناء فترات الجفاف والجفاف. سيساعد البنية التحتية للمياه السودانية على العمل على النحو الأمثل حيث تتلقى تدفقًا منظمًا. وهذا يعني أنه يمكن توليد المزيد من الكهرباء من البنية التحتية الحالية ويمكن أن تتدفق المياه الكافية والمنتظمة في مجرى النهر على مدار العام لتمكين إمدادات المياه الموثوقة للناس والزراعة والبيئة. كما سيجلب مزيدًا من الطاقة للأنظمة المترابطة بالفعل في السودان وإثيوبيا بالإضافة إلى الآخرين".

ومضى في مزاعمه قائلًا: "تستفيد مصر أيضًا من الحفاظ على المياه عند سد النهضة بدلًا من إهدار مليارات الأمتار المكعبة من المياه للتبخر وفي سهول الفيضانات. ويساعد سد أسوان أيضًا على منع الانسكاب فى المستقبل".

وأضاف: "على الصعيد العالمي وفي منطقة النيل، سيساعد سد النهضة كمصدر للطاقة المتجددة النظيفة"، لافتًا إلى أن "تطوير سد النهضة يلعب دورًا مهمًا في تلبية وزيادة حصة توليد الطاقة المتجددة نحو الهدف رقم 7 من أهداف التنمية المستدامة (SDG) وتحسين إدارة المياه للهدف رقم 6، وكذلك تلبية العديد من أهداف أجندة أفريقيا 2063".

واختتم البيان بمغازلة مصر والسودان: "حان الوقت لبلداننا الثلاثة لرعاية الخطاب نحو بناء السلام والتعاون والتعايش المشترك والتنمية لجميع شعوبنا دون الإضرار ببعضها البعض. النيل بشكل عام ومشروع سد النهضة على وجه الخصوص مناسبان لمثل هذا الغرض الأسمى".