6 مشروعات عمرانية تغير خريطة مصر الحديثة


الاثنين 02 نوفمبر 2015 | 02:00 صباحاً

المنطقة الاقتصادية.. محور قناة السويس.. العاصمة القاهرة.. مدينة العلمين الجديدة.. المثلث الذهبي.. شبكة الطرق القومية.. استصلاح 1.5 مليون فدان

ظل المصريون منذ عشرات السنين يحلمون بالخروج من الوادي الضيق بعد أن وصلت الكثافة السكانية إلي ذروتها خاصة في القاهرة والإسكندرية ومحافظات الدلتا، لكن يبدو أن الحلم أوشك أن يصبح حقيقة، خاصة أن الحكومة تسعي لمضاعفة مساحة التركز السكاني، وبدأت بالفعل إجراءت إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة «العاصمة القاهرة» لتكون بداية لخلق مجتمع جديد يقلل الضغط عن العاصمة القديمة .

وأكد الدكتور مصطفي مدبولي.. وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة أن الوزارة تعد حالياً خريطة جديدة للتنمية العمرانية تستهدف الوصول الي استخدام 40% من مساحة مصر، ومضاعفة نسبة التركز السكاني من 6% من المساحة الي 12%، حيث تشير الدراسات الي أن السكان سيتضاعف خلال الـ 40 عاما المقبلة ليصل إلي 160 مليون نسمة، ما يجعل هناك ضرورة لوضع مخطط شامل للتوسع العمراني يشمل تنمية كافة المناطق والتوسع شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.

وقال مدبولي: إن الخريطة الجديدة لمصر تعتمد علي 6 مشروعات رئيسية: الأول تنمية المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، والثاني تنمية الساحل الشمالي الغربي ومدينة العلمين الجديدة، والثالث استصلاح مليون فدان في الصعيد، والثالث إنشاء شبكة طرق قومية تغطي التوسعات المرتقبة وربطها بالمدن والمحافظات، والرابع تنمية المثلث الذهبي لربط الصعيد بالبحر الأحمر، والخامس تنمية مناطق جنوب الصعيد وحلايب وشلاتين «توشكي الجديدة»، والسادس تنمية شمال الصعيد، موضحاً أن هذه المشروعات ستتضمن زيادة الرقعة الزراعية بنحو 6 ملايين فدان، وأن بداية هذه الرؤية الطموحة ستكون من خلال مشروع الـ 1.5 مليون فدان التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأضاف أنه تم الاستقرار علي تسمية العاصمة الإدارية الجديدة بـ «العاصمة القاهرة» كدليل علي ارتباطها بمدينة القاهرة التاريخية، لأن الدستور ينص علي أن العاصمة هي القاهرة، وبالتالي لا يجوز نقل العاصمة خارج نطاق إقليم القاهرة الكبري، مشيرا إلي أن الدراسات أثبتت ان افضل منطقة عمرانية يمكن أن تصبح امتدادا للقاهرة هي المنطقة الواقعة بين القاهرة وقناة السويس والعين السخنة، خاصة أنها منطقة واعدة استثماريا وستضم مشروعات خدمية ولوجيستية وصناعية وضعت علي أسس علمية قابلة للتنفيذ.

وأوضح أن هذا الفكر انتهجه الخديو إسماعيل عندما نقل العاصمة الي القاهرة الخديوية «وسط المدينة حالياً»، ثم بعد ذلك توسعت شرقاً لتضم مناطق جديدة مثل مصر الجديدة ومدينة نصر، ومدن القاهرة الجديدة والشروق والعبور وبدر.

وأعلن مدبولي أن العاصمة الإدارية الجديدة ستقام علي مساحة 170 ألف فدان، وستكون بمثابة مركز الحكم المستقبلي لمصر، حيث ستشهد إقامة القصر الجمهوري ونقل الوزارات والأجهزة التنفيذية والمصالح والمؤسسات الحكومية إليها، مشيراً إلي أن العاصمة الإدارية الجديدة ستكون امتدادا جغرافيا وعمرانيا للعاصمة الحالية، وتابعة لها عمرانيا، وبالتالي لن تخرج عن نطاق القاهرة، مما يعني عدم وجود تعارض دستوري من نقل هذه المؤسسات إلي العاصمة الإدارية الجديدة «العاصمة القاهرة»، حيث أثبتت الدراسات أن التوسع شرقا هو مستقبل مصر العمراني، لتأتي العاصمة القاهرة مكملة لتنمية محور قناة السويس كمنطقة شاملة تستوعب الاستثمارات الضخمة.

وأشار إلي أن منطقة الامتداد العمراني شرق القاهرة وحتي السويس لا يوجد بها أراض زراعية أو مياه جوفية، مما يجعلها منطقة مثالية للامتداد العمراني، مؤكدا أن العاصمة القاهرة ستكون مدينة عالمية ذكية «سمارت سيتي» علي أحدث الوسائل التكنولوجية.

ونفي مدبولي ما يتردد عن أن العاصمة الإدارية الجديدة ستكون مدينة الأغنياء فقط، حيث يتم وفقا للمخطط بناء وحدات إسكان اجتماعي للشباب ومحدودي الدخل حتي في المرحلة الأولي، كما ستشهد إنشاء مدينة دبلوماسية ورياضية وحي للمال، ومراكز استثمارية ومدينة ترفيهية علي أحدث الطرازات العالمية، حيث ستشهد طابعا عالميا يعكس ثقافات العديد من الدول.

وأكد أن المرحلة الأولي من العاصمة القاهرة التي بدأ العمل بها بالفعل تقع علي مساحة 10 آلاف و500 فدان، وسيتم تنفيذها خلال عامين وفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وستشهد مشاركة بين الحكومة والقطاع الخاص الجاد، كما سيتم إنشاء شبكة طرق بها لربطها بالقاهرة، والقاهرة الجديدة وأول هذه الطرق محور الشيخ محمد بن زايد الذي سيربط القاهرة الجديدة بالعاصمة القاهرة مع منطقة خليج السويس والعين السخنة، وسيطلق الرئيس هذا المشروع بنفسه قريبا.

وأشار مدبولي إلي أن العاصمة القاهرة ستتوسط المنطقة بين القاهرة الجديدة ومنطقة محور تنمية قناة السويس امتدادا بين طريقي العين السخنة والسويس، وسيكون هناك الطريق الأوسطي بين العاصمة الجديدة والقاهرة الجديدة، في إطار شبكة نقل جماعي تربط جميع أنحاء القاهرة ببعضها البعض، مؤكدا أن توجه الدولة لإنشاء العاصمة القاهرة لن يكون علي حساب التنمية في المناطق الأخري، أو علي حساب القاهرة الجديدة كما يردد البعض.

وقال: إن الشركة الصينية المسئولة عن تنفيذ مشروع العاصمة القاهرة ستنفذ جزءا من المشروع، مؤكدا أن الباب مفتوح أمام شركات التطوير العقاري لتنفيذ أجزاء أخري من المشروع بشرط الجدية وتنفيذ تلك الأجزاء في الأوقات التي حددها الرئيس.

وكشف مدبولي عن ملامح المرحلة الأولي من مشروع إنشاء مدينة العلمين الجديدة المطلة علي ساحل البحر المتوسط بالساحل الشمالي الغربي، حيث تصل مساحة المرحلة الأولي إلي نحو 8 آلاف فدان من إجمالي 49 ألف فدان هي إجمالي مساحة المدينة التي تقع علي طول 15 كيلو مترا علي ساحل البحر المتوسط.

وأضاف أن مشروع مدينة العلمين الجديدة لا يقل أهمية عن العاصمة القاهرة، وستكون علي طراز عالمي يقام علي ساحل البحر المتوسط يتجنب مشكلات مدينة الإسكندرية، وسيكون لها كورنيش مفتوح أمام جموع الشعب المصري بطول 15 كيلو مترا، ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولي من المشروع خلال عامين من بدء التنفيذ أيضاً.

في الوقت نفسه علمت «العقارية» أن «العاصمة القاهرة» ستستوعب 6 ملايين نسمة، وتقع علي مساحة 170 ألف فدان وتصل مساحة المرحلة الأولي إلي 30 ألف فدان، حيث سيتم البدء بمرحلة عاجلة منها 10.5 ألف فدان لتستوعب 1.5 مليون نسمة، ومن المقرر الانتهاء من توصيل البنية التحتية لهذه المرحلة خلال عامين.

وتتكون المرحلة الأولي من مجموعة من الوديان، بمساحة تتراوح بين 12 فدانا وحتي 25 فدانا لكل واد، وتم اقتراح مجموعة من الوديان، فهناك «وادي الحكم» للحكومة ويضم قصر الرئاسة، بالإضافة إلي مجموعة الوزارات وبعض الهيئات الحكومية والسفارات، وتقع علي مساحة 8.468 فدان، و «وادي الأعمال» بمساحة 9.490 فدان، و «وادي المال» للتجارة بمساحة 14.308 فدان، و «وادي العالم» للسفارات والمراكز الدولية بمساحة 6.132 فدان، و «وادي المعرفة» ويضم مجموعة ضخمة من الجامعات ومراكز الأبحاث علي مساحة 8.614 فدان، و «وادي الفنون والثقافة» علي مساحة 5.840 فدان، و «وادي الأخضر» للبيئة بمساحة 10.950 فدان، و«وادي الحياة» ويحتوي علي مجموعة هائلة من الخدمات الترفيهية والرياضية بمساحة 20.294 فدان، و «وادي التخطيط» علي مساحة 36.208 فدان، و «وادي العدالة» ويضم المحكمة الدستوية العليا وبعض المحاكم علي مساحة 7.738 فدان، و «وادي المعلومات» للاتصالات والإعلام علي مساحة 7.300 فدان، و «وادي الأمل» علي مساحة 10.658 فدان، و «وادي المصريين» علي مساحة 15.200 فدان.

ورغم أن كل واد يتميز بسمة معينة، إلا أنه يضم كافة الخدمات ويحتوي علي جميع الأنماط والمستويات السكنية لتستوعب جميع فئات المجتمع، ويميز الوادي المشروعات المقامة علي أطرافه.

ويعد النهر الأخضر أهم عنصر داخل المدينة، حيث يقع في منتصفها تقريبا وسيكون بمثابة الرئة والمتنفس لأهالي المدينة، حيث سيتم إنشاء مجموعة كبيرة من البحيرات والمناطق الخضراء، فضلا عن إنشاء حديقة أسماك وحيوانات وستتاح تلك المنطقة للاستخدامات العامة.

لقراءة الخبر كاملا تصفح العدد الاليكتروني من الجريدة العقارية