تداعيات «كورونا» الاقتصادية على العلامات التجارية العالمية.. يهدد «زارا» و«بريشكا» بالإغلق و«ستاربكس» بالإفلاس


الثلاثاء 22 يونية 2021 | 02:00 صباحاً

َأزمات عديدة سببها تفشى وباء كوَفيد على كافة المستويات الاقتصادية والحياتية، وصلت إلى حد إعلان العديد من البرندات العالمية تخفيض العمالة لديها وإغلاق الكثير من الفروع، خصوصًا بعد تغير حياة وأنماط الناس اليومية واختلاف عادات المستهلكين، الذين يفضلون فى الوقت الحاضر، الإنفاق أقل من قبل، واللجوء إلى التسوق عبر الإنترنت للحصول على ما يحتاجون إليه، لذلك بدأت التجارة الإلكترونية فى الازدهار أكثر مما مضى.

ولم يغير الوباء سلوك العملاء فحسب، بل أيضًا استراتيجيات الشركات، نظرًا لإجبار المتاجر على الإغلاق، بعد أن تم التركيز أكثر على المبيعات الرقمية، وأصبح نظام التوصيل مهمًا للغاية.

ووفقًا لبنك الاستثمار السويسرى والخدمات المالية  UBS Group، يمكن أن يختفى أكثر من 100,000 متجر بحلول نهاية عام 2025، ويرجع ذلك إلى ارتفاع النفقات لديها، وانخفاض المبيعات فى الأشهر الماضية، ويعد قطاعا الفندقة والسفر من أكبر القطاعات التى تأثرت بـ COVID-19، يليها قطاع الـ Luxury وصناعة السيارات والأزياء.

وأظهر استطلاع أجرته  Euromonitor International، أكبر مزود لأبحاث السوق الاستراتيجية فى العالم، أن 40 ٪ من الشركات فى قطاع الأزياء ستتأثر وأن التأثير سيكون أسوأ بكثير من تأثير الأزمة المالية التى حدثت عام 2008.

وأعلنت مجموعة الملابس الإسبانية  Inditex، التى تمتلك Zara و Zara Home و Massimo Dutti و Bershka و Oysho و Pull and Bear و Stradivarius وUterqüe، عن خططها لإغلاق ما بين 1000 و1200 متجر حول العالم من أصل 7292 متجرًا، بحلول نهاية عام 2021، ولم تقم الشركة بكشف عن المتاجر التى سيتم إغلاقها، ولكنها ستبدأ بالمتاجر الأقل أهمية، وستبدأ بإغلاق 600 متجر هذا العام.

وكشفت Inditex عن نتائج  الربع الأول من العام الحالى، محققة خسائر قدرها 409 ملايين يورو، وهى أول خسارة لها منذ سنة فى عام 2001.

وكشفت أنها ستحول مواردها إلى استراتيجياتOnline Sales ، وأكد الرئيس التنفيذى أنهم سيزيدون فرق خدمة العملاء عبر الإنترنت وسيستثمرون مليار دولار فى منصات التسوق عبر الإنترنت على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

وكانت Zara تعمل بالفعل على تحسين وجودها على الإنترنت ولكن الحجر الصحى سرع خطط التنفيذ، و«زارا» ليست العلامة التجارية الوحيدة المتأثرة، حيث ستغلق Guess تقريبًا 100 متجر فى الولايات المتحدة والصين.

وسيتم إغلاق 250 متجرًا Victoria's Secret و PINK نهائيًا فى جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا، وكانت فيكتوريا سيكريت تواجه تحديات حتى قبل تفشى الوباء، لكن الوضع الحالى زاد من تفاقم المشاكل المالية.

ولم يقتصر الأمر على صناعة الأزياء فحسب، بل حتى عملاق القهوة Starbucks   أعلن أنه سيغلق 400 متجر خلال الـ 18 شهرًا القادمة فى الولايات المتحدة وكندا.

وأدركت الشركة قبل تفشى الوباء أن الناس يميلون إلى طلب القهوة ومغادرة المتجر On the Go، وقد تم تعزيز هذه Insight بعد فيروس كورونا.

وفى سياق متصل قالت مصادر مطَّلعة، إنَّ جهاز أبوظبى للاستثمار، أحد أكبر المستثمرين العقاريين فى العالم، يدرس تغييرات فى استراتيجيته العقارية بعد أن عانت بعض ممتلكاته الرئيسية خلال جائحة فيروس كورونا.

ويراجع صندوق الثروة السيادى لحكومة أبوظبى، أداء أصوله العقارية بعد ضعف فى عدد من مراكز التسوُّق، ومبانى المكاتب فى محفظته، بحسب المصادر التى طلبت عدم الكشف عن هويتها؛ لأنَّ المعلومات خاصة، وقد يفكر جهاز أبوظبى للاستثمار فى تقليص تعرُّضه لبعض الاستثمارات المتعثِّرة، بحسب المصادر.

وتحوَّل جهاز أبوظبى للاستثمار فى السنوات الأخيرة إلى زيادة الاستثمارات العقارية المباشرة، وتقليل الاعتماد على المديرين الخارجيين، وجمع الصندوق الاستثمارى المملوك للدولة ما يقلُّ قليلًا عن 700 مليار دولار من الأصول، وفقًا لتقديرات مزوِّد بيانات الصناديق السيادية "Global SWF". وقال جهاز أبوظبى للاستثمار، إنَّ العقارات تمثِّل تقليديًا حوالى 5 % إلى 10 % من المحفظة الإجمالية.

وفى حين أنَّ جهاز أبوظبى للاستثمار سيظلُّ لاعبًا رئيسيًا فى مجال العقارات؛ فقد يُغيِّر تركيزه على الصفقات المستقبلية، ويزيد من التعرُّض لقطاعات المستودعات، وعقارات علوم الحياة، ومراكز التكنولوجيا، والإسكان الميسور التكلفة، على حدِّ قول أحد المصادر.

وقالت المصادر، إنَّ استثمارات الصندوق فى المواقع اللوجيستية بالصين من خلال شراكة مع شركة الاستثمار العقارى الصناعى "برولوجيز" كانت من بين تلك التى كان أداؤها جيدًا خلال فترة الانكماش الاقتصادى.

 كما راهن على سوق الإسكان الميسور فى المملكة المتحدة فى عام 2014 من خلال استثمار فى شركة "فيزى ليفينغ".

ويُخصص الصندوق المزيد من الموارد فى استثمارات الملكية الخاصة، التى تفوَّقت فى الأداء خلال الوباء، بحسب المصادر التى أضافت أنَّ المراجعة مستمرة، ولم يتخذ الجهاز أى قرارات نهائية بشأن التغييرات التى سيجريها.

ويواصل جهاز أبوظبى للاستثمار البحث عن خبرات داخلية جديدة، بما فى ذلك رئيس عالمى للعقارات، بعد موجة من المغادرات لكبار المسئولين. ففى العام الماضي، غادر توم أرنولد- المدير التنفيذى السابق لشركة "سيربيروس كابيتال مانجمنت"- بعد أكثر من عقد من العمل مع صندوق الثروة السيادى.

كما غادر الشركة كلٌّ من باسكال دوهاميل، رئيس الاستثمارات العقارية الأوروبية، وأنتونى بيرتولدي، القائم بأعمال رئيس العقارات فى آسيا، فى النصف الثانى من عام 2020. وقد أدت قيود السفر إلى إبطاء جهود جهاز أبوظبى للاستثمار لتعيين بدائل لبعض الوظائف، وفقاً لمصدر.

وأضرَّت عمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء بالمستثمرين فى أجزاء كبيرة من سوق العقارات التجارية منذ أوائل عام 2020، وتركت أوامر البقاء فى المنزل المتاجر فارغة، وأضرَّت بأصحاب هذه العقارات من ناحية عدم دفع الإيجارات، كما ظلَّت المكاتب خاملة، إذ تعيد العديد من الشركات الآن تقييم متطلَّباتها العقارية فى ضوء ترتيبات العمل من المنزل الناجحة.

وفى أحدث مراجعة سنوية له، حذَّر جهاز أبوظبى للاستثمار من أنَّ الفنادق وممتلكات البيع بالتجزئة كانت الأكثر تأثُّراً على الفور فى أوائل عام 2020 بوباء فيروس كورونا. 

وقال جهاز أبوظبى للاستثمار، إنَّ نشاط تأجير المكاتب الجديدة "توقَّف مؤقَّتاً بشكل عام"، ومن المتوقَّع أن يقوم المستأجرون بإعادة التفاوض بشأن عقود الإيجار أو استكشاف مساحات أكثر مرونة على المدى القصير.

ويمتلك جهاز أبوظبى للاستثمار حصةً فى مركز تسوق "ليفربول وَن" فى شمال غرب إنجلترا، كما يمتلك مشروع "Slough Central"، الذى يقع على بعد حوالى 32 كيلومتراً غرب لندن، إذ يخطط لإعادة تطوير مركزى تسوق حاليين.