خبراء الاقتصاد: مطلوب تذليل 3 معوقات لإنجاز المشروعات الكبرى في موعدها


الاثنين 24 اغسطس 2015 | 02:00 صباحاً

أكد عدد من خبراء الاقتصاد والبنوك عن أن هناك 3 معوقات أساسية تعوق تنفيذ المشروعات الكبري المخطط تنفيذها خلال المرحلة القادمة في موعدها المحدد.

وقالوا: إن من أهم هذه المعوقات هي العمالة المدربة، كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي والخبرات والتمويل والمعوقات القانونية وطول الإجراءات.

وأكد عدد من خبراء الاقتصاد والمصرفيين أن نقص العمالة والتدريب والخبرات ومشكلات التمويل للمشروعات العملاقة أهم المعوقات أمام خطط التطوير والتنمية الاقتصادية الشاملة في البلاد خلال المرحلة المقبلة.

وأشاروا إلي أن مثل هذه التحديات والصعوبات لها حلول واقعية ولكنها تحتاج إلي تكاتف كافة الجهات.

وأكدوا أن الشعب المصري الذي أنجز مشروع قناة السويس في فترة زمنية قياسية قادر علي إنجاز مثل تلك المشروعات بعد حل تلك المشكلات من خلال روشتة وضعوها أولاً حل مشكلة تدريب العمالة من خلال الاهتمام بنشاط التعليم الصناعي والفني وتدريب الكوادر المؤهلة وإرساء الوعي لديهم بأهمية تلك المشروعات، بالإضافة إلي مشكلات التمويل وذلك يقع علي عاتق القطاع الحكومي الذي منوط به تشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية وضخ العملات الصعبة والشراكة مع القطاع الخاص.

مشروعات تحقق طموحات الشعب

ويقول دكتور أيمن إبراهيم.. الخبير الاقتصادي إن المشروعات التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي ذات أهمية للاقتصاد المصري وإنجازها سوف يحقق طموحات الشعب فمثلا طرح مشروع مدينة العلمين الجديدة كمدينة متكاملة سوف يتم استغلالها لإقامة حوالي 27 صناعة من الصناعات المحلية كصناعة الزيوت بالإضافة إلي الاستفادة من اهم المحاصيل الزراعية والتي تتميز بها تلك المنطقة ذات الموقع الممتاز، بالإضافة إلي تشغيل العديد من الشباب من خلال تلك المشروعات المتكاملة.

وأضاف أن مشروع إقامة أكبر مزرعة سمكية شرق بورسعيد من شأنه أن يوفر جزءا من احتياجات المواطنين من الأسماك والتي يفترض بها أن تكون بديلاً للحوم الحيوانية، وستوفر الاستزراع السمكي فرص عمل للشباب، وسيكون دور في القضاء علي البطالة في محافظات القناة بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، كما أن المزرعة السمكية قد تتيح إنشاء مشاريع جديدة، مثل تصنيع الأسماك وتعليبها، مما يوفر عائدا ماديا يصل إلي 30مليون دولار، لافتا إلي اننا لا نهتم بتنمية الثروة السمكية رغم أن بها أكثر من مصدر مائي، كالبحر الحمر والبحر الأبيض المتوسط، ونهر النيل وبحيرات شمال الدلتا.

وأوضح أن مشروع محور تنمية قناة السويس هي الأساس التي يبدأ به المصريون لما له من مزايا اقتصادية من خلال إقامة مشروعات مشتركة مع كيانات دولية، مشيراً إلي أن السياحة سيكون لها نصيب كبير من المحور الجديد، بالإضافة إلي تطور الصناعات البحرية مما يؤدي إلي تغيير إيجابي في اقتصاد مصر.

واشاد بسرعة إنجاز المشروعات ورغبة السيسي في تنفيذها لافتا إلي أن مشروع إنشاء وتجديد طريق مصر اسكندرية الصحراوي والذي يتم العمل به منذ أكثر من 10 سنوات وما زال تحت التنفيذ نظرا لتعاقب الوزارات، في الوقت الذي تم إنجازه بسرعة قياسية لا تتعدي شهور عندما تولي الجيش مسئولية تنفيذه.

أما دكتورة هالة السعيد.. عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة فتؤكد أن المشاريع التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي تحقق لمصر إيرادات هائلة في حجم التجارة الدولية 3% بالإضافة إلي طرح المشاريع الصناعية والعقارية والاقتصادية والاجتماعية وتوفير كافة المرافق لها وتمهيد الطرق والمواصلات لذا فمصر في حاجة إلي استكمال ما تم بدؤه من مشاريع ضخمة مثل استصلاح المليون و نصف فدان في نطاق واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد بالإضافة إلي محاولة خفض حجم الجهاز الإداري للدولة للربع فقط لأنه يكبد الدولة مصاريف أعلي وإنتاج أقل.

وأشارت إلي أهمية أن يتعاون كل من القطاع الحكومي والخاص في تلك المشروعات وتوفير التمويل اللازم وازالة كل العوائق أمام شركات المقاولات المصرية الأمر الذي من شأنه الانتهاء من تلك المشروعات في أقل وقت ممكن مع اهمية توفير البنية التحتية لتلك المشروعات من كهرباء ومواصلات وصرف صحي خاصة ضمن المشاريع السكنية التي ستقام علي حدود البلاد.

أما بسنت فهمي.. الخبيرة المصرفية فتقول: إن التخطيط الجيد ووضع رؤية شاملة هي السمة الأساسية للمشروعات التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه، لافتة إلي أهمية جذب الاستثمارات الأجنبية لضخ الأموال والعملات الصعبة وإحداث تغييرات حقيقية علي أرض الواقع وأوضحت أنه من الممكن القيام بتلك المشروعات من خلال طرح أسهمها في البورصة أو من خلال الصكوك بالإضافة إلي أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال تيسيرات تمويلية تقدمها الحكومة.

وأشارت إلي أن مشروعات مثل اقامة مزرعة سمكية شرق بورسعيد وإطلاق المرحلة الأولي للعاصمة الإدارية الجديدة واستصلاح مليون ونصف فدان في نطاق واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، بالإضافة إلي المشاريع السكنية علي المناطق الحدودية فبمجرد الإعلان عنها يريح الشعب ويؤدي بمزيد من الاستقرار والأمن لدي الجماهير ومن شأنه خلق فرص عمل للشباب وزيادة حجم الصادرات والاحتياطي النقدي، حيث أثبتت قدرة المصريين علي إقامة قناة سويس ثانية في وقت وجيز ينبئ بأن تلك المشروعات الأخري يمكن العمل بها في وقت وجيز هي الأخري.

توفير العمالة أهم التحديات

تقول الدكتورة يمن الحماقي.. أستاذ الاقتصاد جامعة عين شمس إنه أكبر تحدٍ سيواجه تنفيذ المشروعات التي تم الإعلان عنها خلال خطاب الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمسرح الجلاء هي توفير العمالة المدربة فنياً، ومن ثم الحاجة الضرورية إلي إعادة التخطيط لسياسة وإدارة عمل وزارة القوي العاملة لتكون قادرة علي تبني آليات مستحدثة نحو توجيه الشباب لفرص لعمل.

وأكدت أن ضرورة توافر استراتيجية قوية لتحقيق الهدف من توافر فرص عمل حقيقية للشباب للقضاء علي البطالة، خاصة مع الطرح للكم الهائل من المشروعات التنموية التي بحاجة إلي عدد كبير من العمالة، موضحا أهمية استغلال مراكز التدريب لتدريب العمالة علي متطلبات العمل في تلك المشروعات.

وعن مشكلة التمويل تقول الحماقي إن لاتوجد مشكلة في توفير التمويل ولكن المشكلة تكمن في توفير وسائل استثمار التمويل وعمل الحزم التمويلية المثلي، مشيرة إلي توافر التمويل من خلال مدخرات المواطنين وقد يتم استغلالها في تمويل المشروعات عن طريق الاكتتاب مثل مشروع قناة السويس الجديدة، بالإضافة إلي منح الجهات الدولية وتوجيهها لتنفيذ مشروعات وبرامج تأهيل وتدريب الشباب للعمل، وأيضا توافر التمويل من خلال مؤسسات الاستثمارات الأجنبية والصناديق السيادية.

وأشارت إلي أن تنمية سيناء ترتبط بتوافر المواصلات لخلق نوع من التنمية وتوطين المواطنين، حيث إن إنشاء الانفاق والسكك الحديدية لربط سيناء بالدلتا من خلال 6 أنفاق بطول 41 كيلو متراً، مما سيحدث نقلة نوعية في النظرة إلي شرق مصر، إضافة إلي إنشاء تجمعات عمرانية جديدة في محافظات الحدود مما سيخلق حياة في هذه المناطق ويعمل علي منع استغلالها لأغراض غير واضحة.

الحاجة إلي مشروع عملاق

ويؤكد الدكتور صلاح العمروسي.. الباحث الاقتصادي في مركز البحوث العربية والإفريقية أن الحاجة إلي الاهتمام بالمكون الصناعي حيث اعتماد الاقتصاد بشكل رئيسي في أي دولة علي التصنيع.

وأضاف أن مصر دولة تحتاج إلي مشروع عملاق للتصنيع حتي لا نعتمد اعتمادا كلياً علي الخارج من شراء المعدات والمحطات الحرارية وقطارات السكك الحديد، فالمطلوب ثورة صناعية لمعالجة الخلل في مكونات الاقتصاد المصري.

وأشار العمروسي إلي أن علي الرغم من الإعلان عن إنشاء مدينة صناعية تكنولوجية متقدمة علي محور قناة السويس إلا أن قائمة علي الصناعات التجمعية والصناعات الاستهلاكية التي لا تهدف إلي الصناعات الرأسمالية من تصنيع المعدات والصناعات المستوردة من الخارج، التي في حاجة إلي التطوير التكنولوجي محليا لقيام تلك الصناعة علي أساس قوي.

ومن جانبه أكد الدكتور صلاح الدين فهمي.. أستاذ الاقتصاد جامعة الازهر علي أهمية المشروعات التي تم الإعلان عنها خلال خطاب الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، حيث إنها تهدف إلي إحداث طفرة تنموية في محافظات مصر بالكامل.

وأضاف أن تنمية الدولة سيتم من خلال تنفيذ المشروعات التنموية بالتوازي مع وضع الحلول للمشكلات علي أرض الواقع.

وأوضح فهمي أن هناك تحديات تواجه تنفيذ المشروعات التنموية منها التمويل اللازم ولذلك يجب توفير آليات جذب الاستثمارات العربية والأجنبية للاسثمار في مصر لتوفير التمويل المطلوب للمشروعات.

وتابع قائلا عن التحديات إن الفساد والبيروقراطية والتعقيدات في انتهاء الإجراءات بالإضافة إلي عمليات الإرهاب من الاسباب التي تؤدي إلي هروب المستثمر سواء المحلي أو الاجنبي، ومن ثم هناك حاجة إلي تخطيط استراتيجي مستقر يتبع نظم وأساليب إدارة تعتمد علي المرونة وتسهيل الإجراءات للمستثمرين وتفعيل نظام الشباك الواحد.

ويشير الخبير الاقتصادي فخر الفقي إلي أن ما قاله الرئيس السيسي يفتح آفاقاً جديدة في المجالات الاقتصادية المصرية، ولكنه واقعي حيث يتحدث عن المعوقات التي قد تسبب تأخر بعض المشروعات ومنها نقص العمالة، لافتا إلي أنها لن تكون المشكلة الوحيدة فهناك أيضاً مشكلة تدريبها فنيا، بالإضافة إلي التخطيط الجيد والمدروس، وان يكون هناك مدة زمنية لتنفيذ تلك المشاريع، وهو مسئولية جماعية لعدد من المؤسسات الحكومية.

وأضاف أن الرئيس كان محدد في المشاريع التي تم طرحها، مثل مشروع الثروة السمكية، واستهداف إقامة تجمعات تنموية وسكنية في المناطق الحدودية مثل سيناء والنوبة.

وتابع الفقي قائلا: إن مشروع استصلاح مليون ونصف الفدان، سيكون نقلة جيدة، حيث سيعمل علي تخفيف التكدس في العاصمة والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلي توفير فرص عمل لكثير من الشباب، وتوفير محاصيل غذائية تسد العجز الذي تعاني منه مصر، وتقلل من الاستيراد، وهو ما يصب في مصلحة الاقتصاد بصفة عامة.

يؤكد الدكتور أحمد سليم.. الخبير الاقتصادي، أن خطاب الرئيس السيسي يتسم بالشفافية والوضوح، فهو قد عرض الأرقام بمنتهي الشفافية والوضوح، مؤكدا علي أن مشروع الاستزراع السمكي سيقوم بتغطية احتياجات السوق المحلي، وسيحد من قيمة الصادرات، وبالتأكيد سيوفر عملة صعبة لمصر.

وأضاف أن مصر لديها بحيرات سمكية كثيرة للغاية، لكن للأسف لا نستغلها جيدا وبالتالي لا نحقق أي اكتفاء ذاتي، مثل بحيرة ناصر، لافتاً إلي أننا سنكون أمام معوقات كثيرة لاستزراع الأسماك في المياه العذبة، منها القوانين المصرية التي تمنع ذلك، ولكن يمكن حل ذلك بإعادة النظر في بعض التشريعات.

ويضيف الخبير الاقتصادي أحمد شنيدي، أن الرئيس صارح الشعب خلال كلمته حول، خسائر مترو الانفاق والتي وصلت إلي 150 مليون جنيه خلال عام، ووصفها بأنها وضع خطير وكارثي، مؤكداً أن الحكومة لن يكون أمامها حل سوي رفع سعر التذاكر إلي 6 جنيهات، لمعادلة الخسارة ولكنها ستضر بالتأكيد بجيوب المصريين.

ولافت إلي ضرورة الاستفادة من مرافق المترو، مثل استغلال المولات، وتأجير كافيهات ومحلات بدلا من تركه للباعة الجائلين، بالإضافة إلي الانتفاع بحق الإعلانات داخل المترو وكلها طرق يمكن أن تسد العجز والخسائر المترو وتضمن هامش ربح لا بأس به للدولة.