لجنة السياحة: مصر الوجهة الأولى عربيا لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر بقيمة 13.7 مليار دولار


السبت 30 يناير 2021 | 02:00 صباحاً
مالك عبدالله

قال محمد قاعود، رئيس لجنة السياحة والطيران بالجمعية المصرية لشباب الأعمال، إن اليوم أصبح العالم معقدًا ومترابطًا بشكل متزايد، الأمر الذي يتطلب منا أن نكون مستعدين للأزمات التي من المحتمل أن تطرا علي قطاع السياحه مستقبلا، والاستعداد لها.

وأضاف قاعود: "الخطر الأكبر في كثير من الأحيان ليس الأزمة نفسها، ولكن  في الاستعداد والإدارة والاستجابة لها"، مشيرًا إلى أنه على الرغم من الزيادة في مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة العربية بنسبة 24٪ لتصل إلى 1,092 مشروعًا، إلا أن هذا الاستثمار انخفض بنسبة 27٪ ليصل إلى 60.21 مليار دولار، حيث تصدر قطاع العقارات المرتبة الأولى باستثمارات تبلغ حوالي 8.97 مليار دولار تليها المشاريع الصناعية".

وأشار رئيس لجنة السياحة والطيران بشباب الأعمال، إلى أن مصر الوجهة الأولى في العالم العربي لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر باستثمارات بلغت حوالي 13.7 مليار دولار بمتوسط 98 مليار دولار لكل مشروع و180 فرصة عمل، فمن بين الدول العشر الأولى في المنطقة العربية من حيث تكلفة وفرص الاستثمار، جاءت مصر في المرتبة الأولى، تليها المغرب.

وتابع: "هناك فرص ضخمة للحكومة المصرية والقطاع الخاص لاقتناص فرص الاستثمار في قطاع السفر والسياحة والضيافة"، مؤكدًا أهمية الإتحاد بين القطاعين العام والخاص لتعزيز استعدادهما للتخفيف من تأثير الأزمة، وإدارتها بشكل أفضل، وتعزيز استجابتهما من خلال سياسات قوية لضمان التعافي السريع.

ونوه قاعود إلى أن العالم العربي عاني ولا يزال يعاني من خسائر وانتكاسات كبيرة بسبب فيروس كورونا المستجد، وقطاع السفر والسياحة من أكثر القطاعات التي تعرض لصدمة كبيرة نتيجة لتلك الجائحة، فمع تكيف 90٪ من سكان العالم مع الحياة في ظل قيود السفر والبعض الآخر بقي في المنزل خوفًا من الفيروس نفسه، توقف القطاع بشكل شبه تام، ومع ذلك، ظل كبار العاملين بقطاع السفر والسياحة أقوياء وصامدين في مواجهة الشدائد، مطالبًا بثلاثه خطوات أساسية مطلوبة لتحقيق هذه النتيجة، وهي إجراء اختبار مشترك سريع ودقيق وسهل الإدارة، وهو نهج موحد للاختبار والعزل وبروتوكول الحماية، وإنشاء اتفاقيات ثنائية بين الدول، والاتفاق على إعتماد هذه الإجراءات، فنحن بحاجة إلى التحرك الآن لجعل السفر آمنًا مرة أخرى.

وعن رأيه في سبل إدارة تلك الأزمة، حدد رئيس لجنة السياحة والطيران بالجمعية المصرية لشباب الأعمال محاور، أكد أنها أصبحت من أولويات صناعة السفر، ويأتي على رأسها النظر لتطور الطلب، وتغيرات وتفضيلات وسلوكيات المسافر التي تحولت إلى نحو ما هو مألوف ومتوقع وموثوق به، فالإجازات المحلية، والتخطيط المكثف ستتولى زمام الأمور مع تكيف الأعمال والوجهات السياحية، بالإضافة إلى عامل الصحة، والنظافة، والسلامة أصبح لهما أهمية قصوى في عصر كورونا، فالتجارب الشخصية، والخوف من الوقوع بمأزق في بلد آخر، بالإضافة إلى المخاوف من التباعد ستوجه سلوك المستهلك على المدى القصير والمتوسط، مما سيتعين على الشركات أن تتعاون بشكل أوثق مع سلاسل القيمة الممتدة لضمان الجاهزية.

وطالب قاعود بتعزيز الابتكار والرقمنة، حيث أثبتت أزمة كورونا أنها محفز غير متوقع في سعي قطاع السياحة والسفر للابتكار ودمج التقنيات الجديدة، حيث يتوقع المستهلكون أن تقنيات اللاتلامس، من بين أمور أخرى، أصبحت شرطا أساسيا لتجربة سفر آمنة وسلسة، مع ضرورة دعم الاستدامة من البطالة المنتشرة والحركات المناهضة للعنصرية إلى استعادة البيئة الطبيعية وتعزيز الوعي العام المتزايد بأسواق الحياة البرية والصيد الجائر الدعوة لحماية الحياة البرية.

وأكد أن السياحة أصبحت واحدة من أهم المساهمين الاقتصاديين في العالم، حيث توفر واحدة من كل 10 وظائف على مستوى العالم، وقال: "نحن لدينا مسئولية ضخمة ومتميزة بصفتنا أصحاب المصلحة في صناعة السياحة للتعاون خلال وقت الحاجة، لأننا أقوى كصوت موحد، وسيتم العمل على استعادة الوظائف في الصناعة بشكل أسرع من خلال نهج متسق، حيث إن هناك ضرورة لقيادة الشراكات المستمرة بين القطاعين العام والخاص لضمان التعافي السريع والاستئناف السريع والآمن للسفر الدولي"، مشددا على ضرورة أن تتبنى الحكومة المصرية عددا من الحلول الهامة.

وعن الحلول التي يراها رئيس لجنة السياحة والطيران مناسبة لتحسن القطاع السياحي مستقبلًا، يقول قاعود إنه نظرًا لأن الناتج المحلي الإجمالي لمصر هو الأفضل أداءً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإنه حان الوقت لاغتنام المزيد من هذه الفرص وخلق مستقبل مثمر للبلاد، علاوة على خطط الحكومة للتعافي الاقتصادي السريع، وعلى رأسها وضع سياسة مالية تشمل تخفيضات ضريبية، وأخرى سياسة نقدية تشمل ضمانات الائتمان للبنوك وإعادة جدولة الاعتمادات المصرفية، والعمل على توظيف المهارات التي تشمل تعويض الأجور المؤقت، ووضع خطط دعم الدخل.

وشدد  على ضروره تعزيز الرقمنة والعمل عن طريق الإنترنت عن بعد مدعوم على نطاق واسع، وتوفير معلومات عن السوق تتضمن بيانات قوية في الوقت المناسب لدعم التخطيط الاستراتيجي، والمراقبة الدقيقة للتأثير الاجتماعي والاقتصادي، وأدوات وحلول ذكية مبتكرة، مع ضرورة خلق شراكات بين القطاعين العام والخاص، وتشمل تعزيز التعاون، والتشاور مع الحكومات مع أصحاب المصلحة المعنيين، واللجان الحكومية الدولية، بالإضافة إلى إثراء سهولة الوصول إلى مصر وتسريع تشغيل مطار العاصمة الإدارية ومطار سفنكس ومطار العلمين مع توسيع المطارات الرئيسية الحالية، ووضع خطط التسويق والاتصالات التي تلبي الشرائح المستهدفة الجديدة والاحتياجات، مطالبا بإنشاء وزارة أو مجلس للضيافة، أو تعمل وزارة السياحة على تعزيز صناعة الضيافة في مصر من حيث الفنادق والمنتجعات جنبًا إلى جنب مع القوى العاملة والكفاءات المناسبة التي ستزهر الصناعة وتميز مصر.