خبراء يجيبون عن سؤال الساعة.. نشتري أم نبيع الذهب الآن؟


الاثنين 07 ديسمبر 2020 | 02:00 صباحاً

تتصاعد التساؤلات عقب تسجيل المعدن الأصفر مستوى قياسيا جديدا بتخطيه حاجز  1844.20 دولارا للأوقية، الأنسب الآن الشراء أم البيع؟.. الإجابة قد تحمل الكثير من توقعات الخبراء في مجال الاستثمارات المالية والذهب عن سؤال الساعة المتداول الآن بين المتعاملين وراغبي الاستثمار في المعدن الأصفر.

وبحسب تصريحات الخبراء، فإن الذهب ما زال يمتلك فرصا قوية للصعود وسط استمرار أزمة جائحة كورونا، وسير البنوك المركزية في تنفيذ برامج مساعدات مالية ضخمة من شأنها إضعاف قيمة العملات طالما لم يقابلها ارتفاع في الإنتاج.

وصعد السعر الفوري للذهب 0.2 بالمئة إلى 1841.93 دولار للأوقية (الأونصة)، في حين تقدمت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.2 بالمئة لتسجل 1844.20 دولار.

من جانبه، قال إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، إن المؤشرات كافة ترجح أن التوقيت الحالي مناسب لشراء الذهب، لكونه ما زال يمتلك فرصا للصعود.

ويؤيد رشاد توقعات بنوك استثمار عالمية رشحت أسعار المعدن الأصفر لتسجيل أرقام قياسية جديدة بالوصول إلى ما يتراوح بين 2500  و3000 دولار للأوقية.

وذهبت توقعات سابقة لبنك أوف أمريكا إلى إمكانية ارتفاع المعدن النفيس إلى مستوى 3000 آلاف دولار للأوقية.

وأضاف رشاد أن الذهب الآن هو مخزن القيمة الأبرز في العالم، في ظل ضعف الدولار الأمريكي وكذلك العائد على أذون الخزانة، بسبب المخاوف من حدوث موجة تضخم جراء برامج المساعدات المالية الضخمة التي تنفذها العديد من دول العالم دون أن يقابلها زيادة في الإنتاج.

ووافق الكونجرس الأمريكي والبيت الأبيض حتى الآن على مساعدات مالية بقيمة تريليوني دولار لمكافحة فيروس كورونا، فضلا عن اتفاق زعماء الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي على برنامج مساعدات كورونا بمقدار 390 مليار يورو.

فيما اعتبر الدكتور وصفي أمين، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية في مصر، أنه طالما لم تنتهِ أزمة كورونا، سيظل الذهب يسجل قفزات سعرية جديدة، تتيح فرصة جيدة للشراء.

وأوضح أن جائحة كورونا أصابت الاقتصاد العالمي بالركود مع اضطراب أسواق الأسهم والسندات وأذون الخزانة، وفي المقابل ظل الذهب الملاذ الآمن لأموال المدخرين.

وأشار أمين إلى أن السبب القوي الذي يدعم صعود الذهب الفترة المقبلة، هو أن توزيع لقاح فيروس كورونا على جميع أنحاء العالم يستغرق فترة لا تقل عن 6 أشهر من تاريخ الوصول إليه، ما يعني أن الذهب ما زال أمامه متسع من الوقت للارتفاع.

وكان كايل رودا المحلل لدى آي.جي ماركتس، قد قال إنه لا تزال التكهنات ذائعة بشأن النمو العالمي والحزمة المالية في الولايات المتحدة، هو ما يقود أسعار الذهب بشكل أساسي للارتفاع.

وأكد أن التوقعات تظل قوية جدا للذهب، والأمر المثير للاهتمام أننا رأينا متعاملين يقلصون انكشافهم الدائن على الذهب خلال موجة الارتفاع في الآونة الأخيرة مما يشير إلى أن مشترين جديد قد يعودون مجددا إلى السوق لدفع الأسعار للارتفاع.

ونظرا لحالة القلق التي تثيرها جائحة فيروس كورونا في الأسواق، فقد زادت قيمة الذهب ما يقرب من 35 % هذا العام، ليكون بذلك أحد أفضل الأصول أداء في 2020.

ويخشى المستثمرون أن يؤدي التحفيز الاقتصادي الذي يجري إطلاقه استجابة للجائحة إلى تضخم وتقليص قيمة الأصول الأخرى والإبقاء على عوائد السندات عند مستويات منخفضة تاريخيا، وهو ما يعزز جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدا.

وقال المحلل المستقل روس نورمان "هناك مستوى من الخوف في الأسواق يكاد يكون ملموسا.. القوة الدافعة تولد نفسها بناء على مخاوف حقيقية بشأن فشل الاقتصاد الكلي في إظهار أي علامات ذات مغزى على الانتعاش".

وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات والمعدلة حسب معدل التضخم إلى أقل من سالب واحد بالمئة من 0.15% في بداية هذا العام.

كما انخفض الدولار إلى أدنى مستوياته في عدة سنوات، وهو ما يجعل الذهب أرخص بالنسبة للمشترين الحائزين لعملات أخرى ويقلل من جاذبية العملة الأمريكية كأصل منافس للذهب كملاذ آمن. وتراجع الدولار مرة أخرى مع استمرار المأزق الذي تواجهه واشنطن فيما يتعلق بحزمة الإغاثة من جائحة كورونا.

ويعتقد كثير من المحللين أن الذهب سيرتفع أكثر. وقال بنك أوف أمريكا إنه قد يصل إلى 3000 دولار على مدار الأشهر الثمانية عشر المقبلة.

وقالت رونا أوكونيل المحللة لدى ستونكس "الشيء الوحيد الذي يمكنني التفكير به ومن شأنه أن يُفقد (الذهب) قوته الدافعة هو لقاح للفيروس يمكن إنتاجه وتوزيعه بسهولة"، على الرغم من أنها قالت إن رحلة صعود الذهب قد تكون متقلبة.

ويقول العديد من المحللين إن ارتفاع الذهب كان سريعا جدا بما يجعل انخفاضا في الأجل القصير في الأسعار أمرا مرجحا.