مستثمر من ذهب.. نجيب ساويرس.. القادم بقوة إلى القطاع العقارى


الاحد 15 نوفمبر 2020 | 02:00 صباحاً
صفـــــاء لــويس

رجل كل الاستثمارات.. لم يعمل بمجال إلا وحقق فيه نجاحات فاقت المتوقع.. عمل بالعديد من القطاعات فى الداخل والخارج حتى أصبح أحد أهم وأبرز رجال الأعمال ليس فى مصر فقط بل فى العالم أجمع.. مشروعاته تحولت إلى «تريند».. الجميع يتهافت عليها للظفر ببعض منها.. الرجل الذى عمل بالاتصالات والذهب وغيرها الكثير قرر توجيه بوصلته مؤخرًا إلى القطاع العقارى المصرى عبر الشراكة مع الدولة سواء فى المشروعين اللذين يتم تنفيذهما حاليًا وهما ZED الشيخ زايد بغرب القاهرة و«ZED East» بشرق القاهرة، أو المشروع الجديد المقرر إقامته بمنطقة الساحل الشمالى.

«ساويرس» فى حديثه حول تجربة العمل بالقطاع العقارى ومخططاته ومستهدفاته المستقبلية، أكد أنه متحمس جدًا للعمل بمثل هذا النوع من الاستثمار الذى من شأنه دفع عجلة الاقتصاد المصرى للدوران، لاسيما أنه قطاع متعدد العمالة وتأثيره لا يقتصر على شركات الإنشاءات فقط، بل يمتد ليشمل مصانع الأسمنت والحديد والسيراميك والأثاث.

وأشار إلى أنه عند اتخاذ قرار الاستثمار بهذا القطاع كان متخوفًا جدًا، لاعتقاده أن السوق المصرى يعانى من تخمة فى المعروض، لذا تم الاستعانة بشركة استشارات عالمية لعمل دراسات عن السوق وقياس المستوى المعيشى للمصريين وقدراتهم الشرائية.. لكن المفاجأة الكبرى هو ما كشفته الدراسات بأن السوق المصرى مازال فى حاجة ماسة إلى المزيد من الوحدات، وهو ما شجعه على الاستثمار بهذا القطاع.

وحول المشكلات التى يعانى منها السوق العقارى فى الوقت الراهن، أكد أن الأزمة تكمن فى إعادة بيع الوحدات «الريسيل»، لافتًا إلى أن من يقوم بذلك يرغب فى الحصول على كامل القيمة دون أى تسهيلات فى السداد كتلك التى تقدمها الشركات، وهو ما يؤدى إلى صعوبة البيع، ناصحًا العملاء بالشراء من أجل السكن نظرًا لارتفاع قيمته مع مرور الوقت من جانب، وعدم الاضطرار إلى بيعه من جانب آخر، مؤكدًا على عدم وجود فقاعة عقارية، وأن البقاء فى السوق العقارى المصرى سيكون للأقوى والأصلح.

وأضاف أنه دائمًا ما يسعى إلى أن يكون رقم واحد فى السوق ولا يقبل بغير ذلك وذلك من خلال تقديم منتجات مميزة تختلف عن نظائرها بالسوق المصرى من جانب وتضاهى المنتجات العالمية من جانب آخر، إضافة إلى تقديم تصميمات تتسم بالذوق الراقى والمتميز، عبر التعاقد مع إحدى أهم الكيانات العالمية المتخصصة «WATG» وهى أغلى شركة تصميم فى إنجلترا، وأشار إلى أن الأدوات التى تم استخدامها فى مشروع ZED الشيخ زايد تتميز بكونها صديقة للبيئة، فضلًا عن تصميم الوحدات بشكل يضمن الحد من استهلاك الكهرباء، مؤكدًا أنه قد تم اتخاذ هذه الاعتبارات أثناء تصميم وحدات المشروع رغم تأثيرها على ربحية الشركة، قائلًا: «أحيانا الناس بتقارن بين سعر المتر فى المشروع وغيره فى المشروعات الأخرى.. ومحدش عارف إحنا عاملين إيه هنا»، وأوضح أن قيمة المصروفات على المساحات الخضراء بالمشروع كبيرة جدًا خاصة حديقة زايد المقامة على مساحة 65 فدانًا، الأمر الذى يضمن مناخًا صحيًا لقاطنيه، ولفت إلى أن بارك «Winter Wonderland» بحديقة ZED، عاود فتح أبوابه لاستقبال الجمهور بداية من احتفالات السادس من أكتوبر الماضى، موضحًا أنه قد تم التعاقد مع عمرو منسى المدير التنفيذى لمهرجان الجونة، لإدارة الحديقة؛ لتكون بمثابة وحدة اقتصادية خاصة بهدف إتاحة أنشطة ثقافية ورياضية وفنية طوال العام.

ودائمًا ما يعتبر «ساويرس» الاهتمام بالجانب الرياضى عاملًا أساسيًا فى مشروعاته وليس استثنائيًا، لذلك يوليه أولوية قصوى وهو ما يتضح جليًا فى مشروع «ZED East»، حيث من المقرر إنشاء نادٍ رياضى متكامل به، يضم مختلف الأنشطة على أن يتم البدء فى عملية الإنشاءات العام المقبل، فيما سيتم فتح الباب للاشتراك فى العضوية بدءًا من إبريل 2021 لقاطنيه وغيرهم.

وتعليقًا على ذلك يقول رئيس شركة أورا العالمية، إن الاهتمام بالجانب الرياضى لا يتم كهدف مكمل بل عامل أساسى، حيث من المستهدف إعداد أجيال متميزة فى شتى الرياضات، لذا سيتم البدء من «الأشبال» لتنشئة أجيال جديدة بالتعاون مع الخبرات الرياضية الكبيرة التى تم الاستعانة بها، مؤكدًا تمتع قاطنى هذا المشروع بوجود مجتمع متكامل يلبى كافة احتياجاتهم، إضافة إلى ذلك فسوف يتم إقامة مناطق تجارية داخل هذا المشروع على أعلى مستوى.

ودائمًا ما تحقق مشروعات «ساويرس» مراحل متقدمة سواء فى عمليات الإنشاءات أو الحجز استنادًا إلى الثقة الكبيرة والمصداقية التى يتمتع بها من مختلف العملاء سواء داخل مصر أو خارجها، وهو ما يعلق عليه بالتأكيد على أنه تم الانتهاء من حجز المرحلة الأولى بالكامل فى مشروعىZED East التجمع الخامس وZED الشيخ زايد، على أن يتم البدء فى طرح المرحلة الثانية من المشروعين خلال فعاليات معرض سيتى سكيب، وأوضح أنه تم التعاقد مع شركة أوراسكوم للإنشاءات لتنفيذ المرحلة الأولى من ZED الشيخ زايد بقيمة 5 مليارات جنيه، فى حين تقوم شركتا «ريدكون للتعمير» و«رواد الهندسة الحديثة» بأعمال المقاولات.

وأشار إلى أنه كان يعمل فى مجال الاتصالات وعندما تخارج منه اتجه للاستثمار فى مجال الذهب، وليس كما يظن البعض أنه يقوم بشراء الذهب، بل يقوم بالحصول على رخص بالعمل فى المناجم، وعمل دراسات، إلى أن يتم استخراج الذهب وهو ما يستغرق مدة زمنية تتراوح بين 8 و10 سنوات، موضحًا أنه قد تم التعاون مع شركات منتجة فى هذا الإطار، كما ساهم فى إجراء إصلاحات على قانون المناجم فى مصر بنسبة 80 ٪.

وقال إن أبرز التحديات التى تواجه هذا النشاط فى مصر تتمثل فى فرض أعلى قيمة إيجارية فى العالم على متر الأرض التى يتم الاستكشاف عليها، وهو ما يؤدى إلى عزوف المستثمرين عن العمل بهذا القطاع، نظرًا لما يمثله ذلك من عائق لهم، مضيفًا أنه يتم أيضًا فرض أعمال معينة على المستثمرين فى مرحلة الاستكشاف.

وأكد أن إحدى شركاته تقدمت فى المناقصة الأخيرة، والتى شاركت بها 15 شركة، وهو ما يؤكد وجود إقبال كبير على هذا النوع من الاستثمار، لذا لابد من التيسير على الشركات عند البدء فى مرحلة التفاوض وتوفير مناخ جاذب للعمل فى هذا المجال، لاسيما أنه فى حالة التوسع به ستحظى مصر باستثمارات تفوق تلك الموجودة بقطاع البترول.