مؤسسة التمويل الدولية: فيروس كورونا جفف الموارد المالية للبلدان الفقيرة


الخميس 29 أكتوبر 2020 | 02:00 صباحاً
مالك عبدالله

حذرت مؤسسة التمويل الدولية - الهيئة التابعة للبنك الدولي، من أن وباء كوفيد-19 الذي جفف الموارد المالية للبلدان الفقيرة، يمكن أن يعرّض تنميتها الاقتصادية للخطر، خلال السنوات العشر المقبلة.

وقالت رئيسة المؤسسة ستيفاني فون فريدبرغ في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية: "إذا لم نجد طريقة لتسريع عودة رأس المال في هذه الدول، فقد نخسر ما يعادل عقدًا من التنمية".

وتابعت بالإشارة إلى أن "أفقر دول العالم لم تعد تملك أي هامش ضريبي. بعبارة أخرى، لم تعد الحكومات قادرة على ضخ الأموال في اقتصاداتها لمساعدة الشركات في الحفاظ على نشاطها ووظائفها".

تعمل مؤسسة التمويل الدولية من أجل ضمان بقاء الشركات والوظائف لتحقيق الانتعاش الاقتصادي بعد انتهاء الوباء.

وضعت المؤسسة في مارس الماضي برنامجًا للتمويل السريع بقيمة ثمانية مليارات دولار، للإفراج بسرعة عن الأموال لمساعدة الشركات على الاستمرار في استيراد وتصدير السلع، ولا سيما للحفاظ على الوظائف. كما يمكن لها في نهاية المطاف أن تطلب من مجلس إدارة البنك الدولي زيادة الأموال.

ومن المشاريع المطروحة، قرض بقيمة 28 مليون دولار للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ساحل العاج و145 مليون دولار لفرع آسيا من سلسلة فنادق "شانغريلا".

خسرت الأسواق الناشئة استثمارات خاصة بقيمة 950 مليار دولار، بحسب المؤسسة.

حذرت مؤسسة التمويل من أن إعادة ما يعادل هذه الاستثمارات يحتاج إلى عقد كامل.

كان البنك الدولي حذر من أن الأزمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي نجمت عن وباء كوفيد-19 قوّضت التقدم المحرز على مدى العقد الماضي في الحدّ من الفقر.

توقع البنك الدولي أن ترتفع معدلات الفقر المدقع في العالم في 2020 للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عامًا، بسبب انتشار كوفيد-19 وتداعياته على اقتصادات العالم، بحسب الموقع الرسمي للبنك.

تشير توقعات جديدة (تقديرات أولية) لعام 2020، تتضمن تأثيرات جائحة كوفيد-19 إلى أن ما يتراوح بين 88 مليونًا و115 مليون شخص، سيسقطون في براثن الفقر المدقع، ليصل مجموعهم إلى ما بين 703 ملايين و729 مليون شخص.

من المحتمل أن يكون "الفقراء الجدد" بحسب وصف البنك، أكثر تركزًا في المناطق الحضرية مقارنة بالفقراء المزمنين. أكثر مشاركة في الخدمات غير الرسمية والتصنيع وأقل انخراطًا في الزراعة. وأيضًا، قد يعيشون في بيئات حضرية مزدحمة ويعملون في القطاعات الأكثر تضررًا من الإغلاقات والقيود المفروضة على التنقل.

ستتأثر البلدان متوسطة الدخل كالهند ونيجيريا تأثرا كبيرًا، علمًا بأن هذه البلدان قد تضم 82% من الفقراء الجدد.

يذكر أن صندوق النقد الدولي توقع زيادة حالات الإفلاس بين المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى 3 أضعاف من متوسط قدره 4% قبل جائحة كوفيد-19 إلى 12% في 2020.