بعد 150 عامًا على تأسيسه.. "الموضة والزمنية" شعار متحف متروبوليتان في نيويورك


الخميس 29 أكتوبر 2020 | 02:00 صباحاً
مالك عبدالله

احتفاءً بالذكرى 150 لتأسيس متحف متروبوليتان، أراد القيّم على معهد كوستم إنستيتوت، أندرو بولتون، إبراز مجموعته الزاخرة بأكثر من 33 ألف قطعة لباس وأكسسوار، من خلال التركيز على "الموضة والزمنية".

وقد افتُتح المعرض الخميس ويستمر حتى 7 فبراير بعد أن تأجل لستة أشهر بسبب التظاهرات التي عمّت البلد تنديدًا بالفروق العرقية إثر مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد في مايو الماضي، بحسب بولتون.

كما ألغيت الحفلة التي تسبقه عادةً، وهي أهم الحفلات في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وتنظمها كل سنة في الربيع رئيسة تحرير مجلة "فوغ" آنا وينتور.

الموضة والزمنية

لم يكن أندرو بولتون يرغب في أن تقتصر المعروضات على مقاربة قائمة على التسلسل الزمني، فاختار في هذا المعرض الذي يحمل اسم "آباوت تايم About time"، تقديم ثنائيات هي عبارة عن قطعتين من مرحلتين مختلفتين (124 في المجموع مع فستان وحيد كقطعة أخيرة) تجمعهما أوجه شبه جمالية في كل مرة.

وقال نقلًا عن وكالة الأنباء الفرنسية: "إن جمع الماضي والحاضر في المعرض، يخرج زائره من السياق الزمني ويجعله ينظر إلى الوقت بطريقة مختلفة".

يرتكز المعرض على حوار بين القطع القديمة التي تعود إلى سبعينيات القرن التاسع عشر، وقت إنشاء المتحف، وتلك الأحدث عهدًا، من ستينيات القرن العشرين إلى أيامنا هذه.

لم يتوانَ مصممون معاصرون، من أمثال ألكساندر ماكوين ويوجي ياماموتو وجون غاليانو، عن إعادة استخدام قطع مأخوذة من ملابس القرن التاسع عشر، مع إضفاء طابع عصري عليها.

الفن يجمع الماضي والحاضر

يحدّث مصممون قطعًا قديمة عبر تصميم تنانير وفساتين أقصر وقصّات أكثر مرونة، مثل بزّة "شانيل" الشهيرة التي أنعشها كارل لاغرفيلد بلمسته مقدمًا إياها مع تنورة قصيرة.

اختار راف سيمونز (2013) أن يقدم ورد أوبير دو جيفانشي (1957) من الساتان بحلّة جلدية على فستان أسود تقليدي ضيق عند الصدر، علمًا أن الجلد لم يصبح رائجا للملابس النسائية إلا في فترة حديثة.

برزت فساتين وقطع قديمة بدت أكثر رواجًا من النماذج الجديدة، بينها قطع عديدة من توقيع "إيف سان لوارن"، مثل بزّة نسائية تعود للعام 1976 أو فستان قصير مع حزام صُمم في 1966.

التنوع العرقي

يتعاون بولتون تعاونًا وثيقًا مع آنا وينتور التي يتهمها بعض المتعاونين معه منذ يونيو/ حزيران الماضي، وفي مقال طويل نشر مؤخرًا في نيويورك تايمز، بأنها لطالما ركّزت على "موضة بيضاء جدًا وعرقلت تقدّم أصحاب البشرة الملونة ضمن مجموعة كونديه ناست".

كانت وينتور قالت قبل مدة في تصريحات أوردتها الصحيفة في مقالها: "لا شك في أنني ارتكبت أخطاء وإذا ما وقعت أخطاء في فوغ تحت إدارتي، فيجدر بي إصلاحها وأنا عازمة على ذلك".

ومن بين التعديلات التي أدخلت، قطعة للمصمم الأميركي الأسود الرائد ستيفن باورز إلى جانب أخرى للمصمم الفرنسي من أصل مالي لامين كوياتيه.

ويؤكد القيّم على المعرض أن هذه المبادرة ليست عابرة وأن على كل معرض من الآن فصاعدًا أن يراعي التنوع.