حسب بلومبرج العالمية.. العقار قبلة للمستثمرين العرب والأجانب والمصريين بعد انخفاض قيمة الجنيه


الثلاثاء 19 يوليو 2016 | 02:00 صباحاً

تناولت وكالة «بلومبرج» العالمية فى تقرير حديث لها الطفرة التى تمر بها أسهم العقار المدرجة فى سوق المال المصري، واصفة أسهم وشركات القطاع بأنها الأكثر جذبا لأنظار المستثمرين تزامنا مع فرص النمو الواعدة التى تلوح أمام شركات القطاع فى ظل طفرة المشروعات والاستثمارات العملاقة التى يشهدها القطاع فى الفترة الأخيرة، وتعد تلك المرة الثانية فى أقل من ثلاثة أشهر، التى تتناول فيها وكالة بلومبرج الحديث عن قطاع العقار وأسهم الشركات المدرجة فى البورصة.

وكانت وكالة بلومبرج العالمية قد قالت نهاية أبريل الماضى إن العقار المصرى بزغ وسط الأزمات كمخزن جيد للقيمة، وذلك وسط الأزمات الطاحنة التى تعتصر الاقتصاد المصرى، وعلى رأسها تراجعات الجنيه مقابل الدولار، لينجح العقار رغم تلك الأحداث الاقتصادية فى الحفاظ على قيمته حيث يعد العقار من الوجهات المفضلة للمستثمرين وقت الأزمات.

وخفض المركزى المصرى سعر الجنيه من 7.73 جنيه للدولار إلى 8.85 جنيه للدولار، بتراجع فى سعر العملة المحلية بنحو 1.12 جنيه ما يعادل 14.5٪ ويعتبر التخفيض هو الأول فى عهد المحافظ طارق عامر.

وأشار تقرير «بلومبرج» الأخير إلى أن أسهم العقار ما زالت المستفيد الأكبر من قرارات الحكومة المصرية المتعلقة بالسياسة المالية والنقدية للبلاد، حيث إن الاستثمار فى العقار المصرى فى ظل انخفاض قيمة الجنيه بات قبلة للمستثمرين العرب والأجانب وحتى المصريين، وذلك نظراً لاتجاه أسعار العقار نحو الصعود بصفة مستثمرة. وأضاف أنه عندما تسوء الأوضاع الاقتصادية فإن أنظار المستثمرين المصريين تتجه مباشرة صوب العقارات، مشيرة إلى أن مبيعات العقار زادت فى الفترة الأخيرة تزامنا مع اتجاه مصر لتخفيض قيمة الجنيه.

وقالت «بلومبرج» إن المصريين عادة ما كانوا يتجهون لاكتناز ثرواتهم فى العقارات كوسيلة للتحوط فى مواجهة ضعف الجنيه المصري، وأضافت أن الحكومة سعت لتحفيز قطاع البناء والتشييد من خلال طرح المزيد من قطع الأراضي، والتخلى عن نظام المزايدة العلنية لصالح المشاركة فى حصة من أرباح المطورين العقاريين.

ولفت التقرير إلى أن البورصة المصرية نجحت فى تحقيق مكاسب قياسية عقب العودة من عطلة عيد الفطر والتى تعد أكبر مكاسب تحققها البورصة فى أربعة أشهر، وذلك بعدما تجاوزت المكاسب السوقية للبورصة 11.4 مليار جنيه فى جلسة واحدة وجاءت أسهم العقار كأكبر الرابحين والمستفيدين من عودة السيولة.

وكانت البورصة المصرية قد استهلت تعاملاتها عقب العودة من عطلة عيد الفطر على ارتفاعات قوية تجاوزت الـ 4٪ ، وارتفع مؤشر إيجى إكس 70 بوتيرة أقل بنسبة 1.95٪ عند مستوى 360.99 نقطة، وبالمثل ارتفع إيجى إكس 100 بنسبة 2.12٪ عند مستوى 769.70 نقطة، وربح رأس المال السوقى بنحو 11.4 مليار جنيه (1.3 مليار دولار)، ليغلق عند 401.85 مليار جنيه، مقابل 390.46 مليار جنيه إغلاق الجلسة السابقة.

وأشار تقرير بلومبرج إلى أن الحكومة المصرية قامت فى الفترة الأخيرة بتنظيم العديد من المؤتمرات وطرح المزايدات للترويج للمشروعات العقارية مستفيدة من مساحة الأراضى المتاحة فى أكبر بلد عربى من حيث السكان، وذلك قبل الاتجاه بخفض قيمة الجنيه بأكثر من 10٪.

ونقل التقرير عن خالد عباس.. مساعد وزير الإسكان، قوله إن المزادات التى قامت بها الحكومة خلال العامين الماضيين قد باعت فيهم الدولة أكثر مما باعت خلال 15 سنة على التوالى، ولفت إلى أن الشركات الكبرى فى القطاع ومن بينها «طلعت مصطفى» و«بالم هيلز» قد شهدت نموا فى إيرادات العام الماضى بشكل ملحوظ.

وارتفع سهم شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار (سوديك) 19٪ ليصل إلى مستويات 12.15 جنيه، وقالت شركة «سوديك» عند مستوى 16.6 جنيه للسهم، وأضافت أن سعر 16.6 جنيه للسهم يظهر نمواً متوقعاً بنسبة 58٪ فوق المستوى السعرى الحالى الذى يتم تداول السهم عنده.

وتوقعت «برايم» أن تسجل «سوديك» مبيعات تعاقدية بنحو 4.1 مليار جنيه و4.5 مليار جنيه فى عامى 2016 و2017 على التوالى بدعم من إطلاق مشروعات (Villete, Eastown

Residence and Courtyards).

وقفز سهم طلعت مصطفى 16٪ إلى مستويات 5.76 جنيه، وأظهرت نتائج أعمال مجموعة طلعت مصطفى نمو صافى أرباحها المجمعة خلال الربع الأول من العام 2016 بنسبة 11.5٪، وأضافت الشركة أن أرباح المجموعة فى الربع الأول بلغت 207.81 مليون جنيه (ما يعادل 23.4 مليون دولار)، مقابل 186.4 مليون جنيه (ما يعادل 21 مليون دولار)،وارتفعت إيرادات الشركة المجمعة إلى 1.2 مليار جنيه، مقابل 1.1 مليار جنيه فى الفترة المماثلة من العام الماضى بنمو 6.4٪.

وزادت أسهم «بالم هيلز» منذ بداية يوليو الجارى بنحو 15٪ لتصل إلى مستويات 2.6 جنيه، وحددت أبحاث بلتون القيمة العادلة لسهم شركة بالم هيلز عند 3.93 جنيه للسهم، مع توصية بشراء السهم تدريجياً، وقالت إن سهم «بالم هيلز» يتداول عند 2.59 جنيه، بقيمة سوقية 5.7 مليار جنيه، وإن هذا السعر للسهم يستثنى تماماً قيمة المشروعات السكنية والتجارية الجديدة، وهو ما أدى لرفع القيمة العادلة.

وتوقعت «بلتون» أن تؤدى المراحل الجديدة المقرر طرحها فى بالم ڨالى وسمارت ڨيليدج ريسيدنس وبالم هيلز قطامية (المرحلة الثانية) وأرض الـ 500 فدان فى شرق القاهرة ومشروع الساحل الشمالى إلى تعزيز المبيعات بنحو ملحوظ فى النصف الثانى لعام 2016.

وبنسبة 12.1٪ زادت أسهم إعمار مصر إلى مستويات 2.48 جنيه، وارتفعت أرباح شركة إعمار مصر للتنمية (EMFD) بنسبة 47.35٪ بالربع الأول من العام الجارى، مقارنة بأرباح نفس الفترة من عام 2015، وأظهرت البيانات المالية للشركة تحقيق ربح بقيمة 254.49 مليون جنيه (28.73 مليون دولار)، مقابل 172.70 مليون جنيه (19.49 مليون دولار) بالربع الأول من 2015.

وارتفعت أسهم «بورتو جروب» من 12٪ إلى مستويات 0.29 جنيه، وأوصت أبحاث شركة سيجما كابيتال بشراء السهم، كما حددت السعر المستهدف عند 0.58 جنيه، وكانت المجموعة قد حققت ارتفاعاً فى صافى الأرباح بنسبة 36٪ خلال الربع الأول من 2016، مع نمو الإيرادات العقارية.

وفى مذكرة بحثية أخرى، أوصت القاهرة المالية القابضة بشراء السهم، وحددت القيمة العادلة للسهم عند 49 قرشاً، كما توقعت أداءً أقوى للمجموعة خلال النصف الأول من 2016، ونمو إيرادات بيع الوحدات، وبلغت مبيعات الشركة 172 مليون جنيه خلال الثلاثة أشهر الأولى من 2016، كما ارتفعت أرصدة الحاجزين والتعاقدات العقارية لنحو 3.27 مليار جنيه بالربع الأول، مقارنة بنحو 3.6 مليار جنيه فى ديسمبر 2015.

وقفزت أسهم مدينة نصر بنحو 11٪ إلى مستويات 13.7 جنيه، وحددت أبحاث فاروس القيمة العادلة لسهم مدينة نصر للإسكان والتطوير عند 20.39 جنيه وأوصت بشراء السهم، وأشارت المذكرة البحثية للشركة إلى أن سهم مدينة نصر يأتى كأفضل اختياراتنا داخل أسهم القطاع العقارى فى مصر مع الوضع فى الاعتبار إن السعر الحالى لسهم الشركة لا يعكس القيمة الحقيقية لقطع الأرض المملوكة للشركة فى «تاج سيت».

وكان تقرير حديث لـ«أرقام كابيتال»، المصرف الاستثمارى المتخصص فى الأسواق الناشئة، قد رسم صورة إيجابية للقطاع العقارى، حيث أكد على وجود قيمة كامنة لدى كل الشركات العقارية المصرية وعلى تمتعها بأسس قوية، مستفيدة من الإقبال الكبير على امتلاك السكن على اعتبار أن العقار يمكن استخدامه كأداة للتحوط ضد التضخم وتقلبات العملة، وهو ما أنتج مصدرين مهمين للطلب على العقارات، أولها الطلب من المقيمين فى الخارج على السكن الفاخر، وثانيهما طلب متوسطى الدخل الذى استوعب أغلب المنتجات السكنية المعروضة.

واستطاعت شركات العقار المدرجة فى بورصة مصر خلال عام 2015 تحقيق نمو ملحوظ فى حجم المبيعات مقابل العام قبل الماضى 2014، وانعكست تلك الطفرة على أرباح شركات العقار بصورة قوية خلال العام 2015، وعزز من نمو أرباح ومبيعات القطاع انضمام شركة «بورتو جروب» المنقسمة من مجموعة عامر القابضة والتى عززت من أرباح وإيرادات شركات القطاع خلال 2015 وذلك نتيجة لعدم وجود فترة مقارنة لنشاط الشركة، خاصة فى جانب الإيرادات والتى اقتربت من المليار جنيه مبيعات خلال العام.

وكشف إحصاء لنتائج أعمال شركات العقار المدرجة فى بورصة مصر، وذلك وفقا للبيانات والقوائم المتاحة فى بورصة مصر، أن 25 شركة عقارية قد حققت مبيعات بنحو 18.5مليار جنيه محققة نسبة نمو بلغت 37٪، وعلى صعيد أرباح شركات القطاع الـ 25 والتى أعلن أغلبها عن نتائج السنة المالية المنتهية فى ديسمبر 2015، فقد حققت زيادة فى أرباح الفترة بنحو 75٪ لتصل إلى 4.2 مليار جنيه.