غادة والي: مؤتمر المناخ فرصة مهمة لقارة أفريقيا ولخلق إرادة سياسية لمواجهة الجرائم البيئية


الاربعاء 22 يونية 2022 | 01:12 مساءً
غادة والي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة
غادة والي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة
أ ش أ

قالت غادة والي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة إن مؤتمر cop27، الذي تستضيفه وتترأسه مصر شهر نوفمبر المقبل بشرم الشيخ، فرصة لقارة أفريقيا ليكون صوتها مسموعا سيما وأنها ليست المسؤولة عن التغيرات المناخية ولا يجب أن تتحمل تبعاتها، مع التأكيد على أهمية تحقيق العدالة في التنمية.

جاء ذلك خلال مشاركة والي في حلقة بصالون معهد التخطيط القومي تحت عنوان "مواجهة الجرائم البيئية في إطار الجهود الدولية لمعالجة أزمات البيئة والمناخ"، والتي أدارها الدكتور أشرف العربي رئيس معهد التخطيط القومي.

وأضافت والي أن مؤتمر المناخ في شرم الشيخ سيمثل نقطة بداية للتنسيق والبناء على ما تم في مؤتمر المناخ الأخير بجلاسجو، مشيرة إلى أن المؤتمر سيكون فرصة كذلك لتسليط الضوء على جرائم البيئة، وخلق إرادة سياسية، واستغلال الزخم المرتبط بالمؤتمر للدفع نحو التصدي للجرائم البيئية والفساد في إدارة الموارد البيئية.

وتابعت والي أن مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة يركز خلال الفترة المقبلة على بناء قدرات الدول لمواجهة والتعامل مع الجرائم البيئية، والعمل مع الدول الوطنية نحو تعديل التشريعات الوطنية ذات الصلة بالجرائم البيئية، مع تعزيز دور القطاع الخاص والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية لمواجهة هذه الجرائم.

وكشفت والي عن أن مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة سيطلق ورقة بحثية خلال مؤتمر المناخ في شرم الشيخ حول الاتجار في النفايات البلاستيكية، وتأثير الجرائم البيئية على تغير المناخ، لافتة إلى أن المنظمة الأممية مهتمة للغاية بهذه الموضوعات لتأثيرها المباشر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأوضحت والي أن الاتجار في النفايات البلاستيكية هي مشكلة ظهرت حديثا، حيث يتم نقل هذه النفايات إلى جنوب آسيا وأفريقيا وإلقائها في الأنهار أو البحار، ما يلحق ضررا كبيرا بالبيئة ويؤثر سلبا على الأنشطة المشروعة والصناعات الأخرى.

ونوهت والي إلى أنه رغم مساهمة أفريقيا بنسبة لا تتجاوز 4% في مشكلة المناخ خلال عام 2020، إلا أنها الأكثر تأثرا عالميا بهذه المشكلة، موضحة أن أفريقيا هي أيضا الأكثر استهدافا بالجرائم البيئية، حيث يتم على سبيل المثال فقدان ١٧ ألف فيل سنويا في أفريقيا رغم أهميتها الكبيرة في حفظ التوازن البيئي، وأن ثروات منطقة أفريقيا جنوب الصحراء تتآكل.

وواصلت أن الدول النامية هي الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية مقارنة بالنامية، حيث إن ٦٠ من بين كل مليون شخص في الدول النامية يلقون حتفهم بأسباب مرتبطة بتغير المناخ مقارنة ب ١٦ فقط في الدول المتقدمة، محذرة من أن ٣ مليارات شخص حول العالم، أغلبهم يتركزون في قارة أفريقيا، سيتأثرون بما وصفته ب "آثار كارثية" بسبب تغير المناخ، حيث تشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة في أفريقيا سترتفع أكثر من درجة ونصف المتوقعة عالميا، ما من شأنه التأثير على النظام البيئي والتنوع البيولوجي.

وقالت غادة والي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، إن المكتب يدرس حاليا العلاقة بين الجماعات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة، موضحة أن حالة الفوضى وغياب النظام الذي تسببه الجماعات الإرهابية في بعض الدول تستفيد منه جماعات الجريمة المنظمة في الترويج لأنشطتها غير المشروعة.

وأضافت والي أنه تم رصد ٢٠٠ مليار دولار تكلفة الجرائم البيئية سنويا، وأن هذه الجرائم تؤدي لتآكل الثروات الطبيعية في الدول، سيما أفريقيا، حيث تصل تجارة العاج على سبيل المثال إلى مئات الملايين من الدولارات سنويا.

ونبهت والي إلى أنه من أخطر جرائم الاعتداء على البيئة في دولة مثل كولومبيا على سبيل المثال هي قطع الأشجار، والتي يستفيد منها جماعات الجريمة المنظمة وجماعات تهريب المخدرات التي تستغل المساحات التي يتم قطع أشجارها في زراعة المخدرات، إضافة إلى جريمة بيئية أخرى تتمثل في التنقيب عن المعادن في الماء، حيث يتم إلقاء الزئبق في الماء لتجميع الذهب، وهو ما يؤثر سلبا على البيئة هناك.

ولفتت والي إلى أن مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة يعمل حاليا على ثلاثة موضوعات مهمة، وهي: وضع إطار لاتفاقية دولية لمكافحة الاتجار في البلاستيك، وإطار لمكافحة الجرائم السيبرانية، وتشريع دولي لمكافحة الاتجار في الآثار.